بناء البيت الإسلامي (4)

15/06/2021
شارك المقالة:

الزينة:

   الزينة من الأمور المهمة فى ليلة الزفاف؛ فقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أزواجه أن يزينَّ السيدة فاطمة عليها السلام ويطيِّبْنَها ويفرشن لها بيتها ليُدخِلنها على بعلها، فقامت النسوة فطيَّبْنَها، وألبسنها الحلي، وكانت إحداهن تمشط شعرها، والأخرى تزينها، وهذا دليل قاطع للمسلمين على إباحة الزينة للعروس فى هذه الليلة، فالتزين أمر هام لها حتى تظهر أمام زوجها بمظهر حسن وتكون بفضل الله أجمل مَن في الحفل، ففي الزينة تمييز لها عن غيرها فى إظهار جمالها، ومن المباح للعروس التزين بالأماكن المخصصة للزينة بشرط أن يكون القائمين بالتزيين من النساء فقط.

   أما بالنسبة لزينة الزوج فلها دور لا يقل أهمية عن زينة العروس، ليس في يوم العرس فقط؛ ولكن على مر الأيام، ومن هنا نؤكد على أهمية زينة الرجل للمرأة وخاصة فى تلك الليلة ، فعلى الزوج فى هذه الليلة الاستحمام وتقليم الأظافر والتطيب وارتداء أبهى الملابس التى تميزه عن غيره فى هذا الحفل .

مثال لأهمية التزين :

دخل على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل أشعث أغبر ومعه زوجته تقول: يا أمير المؤمنين؛ لا أريد هذا الرجل.

   فأمره عمر بالاستحمام وتهذيب شعره وتقليم أظافره، ففعل الزوج، فتغيرت هيئته وأصبح وضيئا وسيما حسن المنظر تفوح منه رائحة الطيب، فأومأ إليه عمر: خذ بيد زوجك، فلما مد الرجل يده إليها أنكرته وظنت أنه رجل أجنبي، فقالت له: يا عبد الله، سبحان الله !! بين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا؟!.
   فلما عرفته ذهبت معه راضية، فقال عمر: هكذا فاصنعوا لهن، فو الله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن؛ كما تحبون أن يتزيَّنَّ لكم.

موكب الزِّفاف:

   من السُّنَّة إقامة حفل الزِّفاف الذي يتحقق به إعلان النكاح، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حسنة، فقد أقام صلى الله عليه وآله وسلم موكبا عظيما لابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فبعد أن انتهت النساء من تزيين السيدة فاطمة عليها السلام وتطييبها فى بيت السيدة أم سلمة رضي الله عنها دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها ودعا بصهره العظيم فأقبلا، فأخذ عليًّا بيمينه وفاطمة بشماله وجمعهما إلى صدره وقبَّلهما.

   ثم أتى النبيّ ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: (ارْكَبي) وأمر النبي صلى الله عليه وآله سلمان أن يقود البغلة، وكان صلوات الله عليه وآله يسوقها، وحمزة وعقيل وأهل البيت يمشون خلفها شاهرين سيوفهم، وأمر النبي صلى الله عليه وآله بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة السيدة فاطمة، وأن يفرَحن ويرجُزْن ويكَبِّرن ويحمَدن، ولا يقلن ما لا يرضى الله، وكانت زوجات الرسول صلى الله عليه وآله يمشين قُدَّامها وهنّ يعلن الفرح والسرور، ويرددن الأناشيد اللطيفة بالصوت الرقيق، وكانت أولهن السيدة أم سلمة أم المؤمنين تنشد فتقول:                     

سِرْنَ بعــونِ اللهَ جاراتـــي        

واشْكُرْنَه في كل حـالات

واذْكُرْنَ مـن أنعم رب العلى

من كشف مكروه وآفات

فقد هدانا بعد كــفر، وقـــد

أنعشـنا ربّ السمــوات

 وسِرْنَ مع خير نساءِ الـورى

تُفدَى بعــمَّاتٍ وخالات

 يا بنتَ مَن فضَّله ذو العُلَــى

بالوحيِ منه والرسـالات

    ثم أنشدت السيدة عائشة؛ ومن بعدها السيدة حفصة؛ ومن بعدها أم سعد بن معاذ، وكانت النسوة يرجّعن أول بيت من كل رَجَز.  

    وأما الرجال فكانوا يهتفون مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلين:

 الله أكبر الله أكبر الله أكبر

لا إله إلا الله والله أكبر

    وما أن وصل الموكب المبارك إلى دار الإمام علىّ؛ حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه الزوجين الكريمين، ثم أخذ بيد السيدة فاطمة ووضعها في يد الإمام عليّ وقال: (باركَ اللهُ في ابنةِ رسولِ الله، يا عليّ؛ هذه فاطمةُ وديعتي عندَك، يا عليّ؛ نِعْمَ الزوجةُ فاطمة، ويا فاطمة؛ نِعْمَ البعلُ عليّ) ومما دعا به صلى الله عليه وآله وسلم لهما: (اللهمّ اجْمَعْ شملَهما، وألِّفْ بين قلبَيْهِمَا، واجْعَلْهُمَا وذرِّيتَهُما مِن ورثةِ جنّةِ النَّعِيم، وارزُقْهُمَا ذرِّيَّةً طاهرةً طيبةً مباركةً، واجْعَلْ في ذرِّيَّتِهِمَا البركةَ، واجْعَلْهُم أئمةً يهدُونَ بأمرِك إلى طاعتِك ويأمرون بما رَضِيتَ).

   ونستفيد من هذا أنه لا بد أن يكون الموكب محفوفا بالبهجة والسرور، وقد تطورت الوسائل من استخدام البغل والناقة إلى استخدام السيارات الآن لزفاف العروس، فيأخذ الزوجُ العروسَ من دار أهلها إلى المكان المخصص لحفل الزفاف – في المسجد أو في مكان أعد لذلك - قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف) "النسائي والترمذي"، وزفت السيدة عائشة رضي الله عنها الفارعة بنت أسعد وسارت معها في زفافها إلى بيت زوجها – نبيط بن جابر الأنصاري – فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة؛ ما كان معكم لهو؟، فإن الأنصار يعجبهم اللهو) "رواه البخاري وأحمد وغيرهما".

   يتبين من ذلك أن هذه الليلة يباح فيها اللهو مثل الضرب بالدف واستخدام الآلات الموسيقية والغناء، وكل إنشاد يبعث على السمو والجد والاستقامة فهو غناء حَسَن، فالغناء - كما يقول العلماء - كلام، حَسَنُه حَسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ، ومن غَنَّى أو استمَع إلى غناءٍ شريفِ المعنى طَيِّب اللحن فلا حرج عليه.

الوليمة :

   سَنَّ الإسلام أن يقيم الزوج وليمة طعام يدعو إليها الأقارب والأصدقاء، ويجعل فيها حظا للفقراء كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله: (يا عليّ؛ لا بد للعروسِ من وليمة) وقال صلى الله عليه وآله: (‏شرُّ الطعامِ طعامُ الوليمةِ يُدعَى لها الأغنياءُ ويُترك الفقراءُ، ومن لم يأتِ الدعوةَ فقد عصى اللهَ ورسولَه) "مالك في الموطأ، كتاب النكاح".

   وفي الوليمة خير كثير وفائدة عامة؛ ففيها إشباع للبطون الجائعة، وغرس للمحبة في القلوب، وإحياء سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيها رضا الله تعالى.

   والوليمة تكون من الفائض عن حاجة الزوج بحيث لا ترهقه ولا تجعله يمد يده، أما في حالة عدم القدرة على عمل الوليمة، فقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمة إلى كيفية القيام بشئون أبنائها، ويتضح ذلك فيما رواه الإمام أبو العزائم في كتابه: "الإسلام دين الله، ص: 152" أن بعض الصحابة انقطع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمه ويبيت عنده الحاجة إن طرقته، فقال له: (ألا تتزوَّجْ؟) فقال: يا رسول الله؛ أنا فقير لا شيء لي وأنقطع عن خدمتك، فسكت عنه، ثم عاد عليه ثانية: (ألا تتزوَّجْ؟) فقال له مثل ذلك، ثم تفكر الصحابي في نفسه فقال: والله لَرَسُولُ اللهِ أعلمُ بما يصلح دنياي وآخرتي وما يقربني من الله عز وجل، لئن قال لي الثالثة لأفعلنَّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تتزوَّجْ؟) قال: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ؛ زَوِّجْنِي، قال: (اذْهَبْ إلى بَنِي فلانٍ فقل لهم: إنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يأمرُكم أن تُنكِحُونِي فَتَاتَكُمْ) فقلتُ: يا رسولَ اللهِ؛ إنه لا شيء لي، فقال لأصحابه: (اجمَعُوا لأخِيكم وزنَ نواةٍ مِن ذهبٍ) فجمعوا له، وذهب إلى القوم فأنكحوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوْلِمْ) فقال: يا رسولَ اللهِ؛ لا شيء عندي، فقال لأصحابه: (اجْمَعُوا لأخِيكُمْ ثمَنَ شاةٍ) فجمعوا له، وأصلحوا له طعاما، ودعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

   لقد وضع رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم حلا لمشكلات الشباب المسلم التي يعاني بسببها الكثير من شبابنا وبناتنا - خاصة في عصرنا هذا - ونحن مطالَبون بالعمل بهديه صلى الله عليه وآله ليصلح الله لنا دينَنا ودنيانا.   

   والواجب علينا أن يشد بعضُنا أزر بعض، وتكون عطية المسلم لأخيه المسلم بقصد المحبة والتقرب إلى الله بعمل الخير، قال صلى الله عليه وآله: (اللهُ في عونِ العبدِ مادامَ العبدُ في عونِ أخِيهِ) فلا ينتظر المعطِى ردا لعطيته، ولا يري أنه أسدى لأخيه جميلا يمُنُّ به عليه، وإنما يحمَد اللهَ تعالى أن وفَّقَه للقيام بواجبٍ أوجبه عليه من التعاون على البر والتقوى.

   وفى هذه الليلة يجتمع أهل العروسين وضيوفهما فى حفل الزفاف؛ مما يؤدى إلى الاختلاط، وهو مباح ما لم يُفْضِ إلى مُحَرَّم.

الدخول بالزوجة:

   قد تكون النصائح التي يتلقاها العروسان عن ليلة الزفاف من الأهل والأصدقاء غير كافية، أو غير دقيقة، ولذلك فإنه يفضل تلقِّي تلك النصائح من الأطباء المتخصصين، لأن هناك أمورا يجهلها الكثير منا، وقد يتسبب الجهل بها في ما لا تُحمد عُقباه، ومن ذلك - علي سبيل المثال - المعرفة بنوع غشاء البكارة، فغشاء البكارة غشاء رقيق ولا يشعر الرجل بمقاومة ظاهرة عند الإيلاج، كما لا تشعر المرأة بألم شديد إلا إذا تشنجت وشدت أعصابها، وينتج عن ذلك نقطة أو نقطتان من الدم تمتزج غالباً بمنيّ الرجل وإفرازات الفرج فلا تظهر واضحة لكل أحد، ومثل هذه الأمور تختلف من فتاة إلى أخرى، بل إن بعضهن له غشاء بكارة مطاطيّ لا يتمزق أثناء الإيلاج وإنما عند أول ولادة للمرأة، وعدم معرفة الزوج به قد يجعله يشك فى وجوده فيطعن فى شرف عروسه، ولذلك يفضل اللجوء للطبيب المختص حتى تزال تلك الشكوك ويطمئن القلب.

في الخلوة:

   عند الخلوة بين العروسين في غرفة الزوجية يُراعَى ما يلي:

1 – أن يتوضآ ويصلِّيا فرضَهما، فإن كانا قد صَلَّيَا الفرض فليصلِّيَا ركعتين للهِ يؤم الزوجُ فيهما زوجتَه، وبعد الانتهاء من الصلاة يدعو اللهَ ويقول: (اللهُمَّ بأمانتِك أخذتُها، وبكلماتِك استحللتُ فرجَها، فإن قضيتَ لي منها ولدًا فاجْعَلْهُ مباركًا سويًّا، ولا تجعل للشيطانِ فيه شريكًا ولا نصيبًا).

2 – أن يتحدث العروسان معًا بكلام طيب يحن به كل منهما للآخر ويُسَرُّ به، كلامًا يصاحبه مشاعر وأحاسيس طيبة تجعل كلا منهما يأنس بالآخر ويشتاق إليه، ويعالج ما بينهما من خجل وحياء، قبل اللقاء الجنسي الذي يراعي الزوج أن يسبقه بالتسمية والعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (لَوْ أنَّ أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: بسمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشيطانَ وجنِّب الشيطانَ ما رزقتَنا، فإن قُدِّر بينهما في ذلك ولد؛ لن يضرَّ ذلك الولدَ الشيطانُ أبدًا) "رواه الجماعة إلا النسائي".

3 – وبالحب والرفق والرضا والتمهيد والتدرُّج يتلمس الزوجُ حصول المباشرة الجنسية بينه وبين زوجته، فإن خافت أو استوحشت أو انزعجت فلا يرغمها، ولا يتعجل، وليُعِد الكرّةَ من جديد مداعِبًا ومؤنِسًا ومهدِّئا إياها، حتى تزول وحشتها، وتطمئن إليه، ويسكن فؤادها، ويهدأ بالها، ولا مانع أن يصبر عليها يوما أو بعض يوم، أو حتى أيامًا، حتى تتم تلك المباشرة الأولى بالمحبة والرضا والتفاهم فيما بينهما، وليأخذها باللين حتى تلين، ومن الأفضل أن يفصل الزوج بين اللقاء الأول والذي يليه بفاصل معقول حتى تكون الزوجة على استعداد بعد ما قد تشعر به من ألم بسبب أول لقاء، ومراعاة تلك الأمور غالبا ما تكون مقدمة لعيشة هنيئة سوية؛ وعاملا من أهم عوامل الاستقرار الأسري.

   ويستحب للمرأة أن تتخذ قطعة من قماش تناولها الزوج بعد فراغه فيمسح بها، تقول عائشة رضي الله عنها: "ينبغي للمرأةِ إذا كانت عاقلةً أن تتخذ خرقةً، فإذا جامَعَها زوجُها ناوَلَتْه إياها فمسح عنه، ثم تمسح عنها، فيصليان في ثوبهما ذلك ما لم تُصِبْهُ جنابة" قال ابن قدامة: رواه أبو حفص البكري".   

   ومن جامَعَ مرةً وأراد العَوْد فليغسِلْ فرجَه قبل ذلك، فإن احتلم فلا يجامع حتى يغسل فرجه أو يبول، فإن جامَعَ بعد احتلامٍ من غيرِ غسلٍ خِيفَ علي ولده - إن كان من جماعه - أن يصيبه لمم من الشيطان.

    وبعد أن يغشاها ويهدءا، فليبادِرَا إلى واجب الغسل من الجنابة الذي أمر به صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ( إذا أصابَ الختانُ الختانَ؛ فقد وجبَ الغسلُ) "رواه أحمد ومالك وغيرهما بألفاظ متقاربة"، والغسل من الجنابة واجب شرعي، ولا يخفي ما فيه من النظافة العامة والمحافظة على الصحة.

   وعموما؛ فإنه لا يحل للرجل من امرأته إلا الفرج لا غير، على أيِّ حالٍ شاء، جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسولَ الله، هلكتُ، قال: ما الذي أهْلَكَكَ؟ قال:حولتُ رحلي البارحة - يعني أنه جامع زوجته في قُبُلها من جهة الدُّبُر - قال: فلم يردّ عليه شيئاً، قال: فأوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) "البقرة:223" فقال صلى الله عليه وسلم: (أَقْبِلْ، وَأَدْبِرْ، وَاتَّقِ الدُّبُرَ والحَيْضَةَ) "أحمد والترمذي".

    ومَن جامَع فليستمهِلْ على امرأته حتى تقضي هي شهوتها كما قضى هو شهوته، وأوفق ما يكون الجماع بينهما إذا اتفقت الشهوتان معا.

ملحوظة :

   يستحب عند تحديد يوم الزفاف مراعاة أن تكون العروس فى غير أيام الحيض؛ فإن الجماع في المحيض حرامٌ حرامٌ حرامٌ، ويعرِّض الرجل والمرأة للأذي كما قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) "البقرة222".

صبيحة يوم الزفاف:

    لما كان صبيحة عرس السيدة فاطمة عليها السلام جاء النبيُّ صلى الله عليه وآله بقدحٍ فيه لبن فقال لفاطمة: (اشْرَبي؛ فِدَاكِ أبوكِ) وقال لعليّ: (اشْرَبْ؛ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ) ثم سأل عليًّا: (كيفَ وجدتَ أهلَكَ؟) قال: نِعْمَ العونُ على طاعةِ اللهِ، وسأل فاطمة فقالت: (خَيْرُ بَعْلٍ).

   ونستفيد من هذا أن أهل العروسين يأتون صبيحة يوم الزفاف للاطمئنان على حالهما ويحملون معهم ما لذ وطاب من طعام وفاكهة بقدر الاستطاعة، ويفضل أن يترك الزوجان البيت ويذهبا إلى مكان بعيد عن الأهل والأقارب والأصدقاء حتى يستجمَّا ويأخذ كل منهما راحته ويفِرَّا من القيود والاتصالات والزيارات ثلاثة أيام على الأقل، وإن استطاع الزوج أن يطيل المدة عن الثلاثة فله ذلك - وهذا ما يسمونه بشهر العسل – فهذه أيام تُحتسب من العمر ولا تُنسى مدى الدهر، ثم الرجوع إلى بيت الزوجية لاستقبال المهنئين من الأهل والأقارب والأصدقاء.

   نرجو من الله تعالي أن يوفق كل شاب وفتاة للزواج السعيد؛ الذي تتحقق فيه المودة والرحمة والحب والوفاء والإخلاص، ويرزقهم الله الذرية الصالحة التى يعتز بها الإسلام، وأن يحفظهم الله من الشيطان الرجيم، إنه مجيب الدعاء، آمين يا رب العالمين.

 

السيد أحمد علاء الدين ماضى أبو العزائم

نائب عام الطريقة العزمية