الشخصية الإنسانية قبل الإسلام

22/06/2021
شارك المقالة:

 

     بعد أن تأملنا حال الإنسان بصفة عامة قبل الإسلام ، وما وصل إليه من انحراف فى الشخصية ، وضياع للهوية تيقنا أنه كان بالفعل فى أمس الحاجة إلى من يعيده إلى أصل فطرته السوية ، وحقيقته الإنسانية ، وهذه نظرة موجزة على ما وصلت إليه شخصيته فى ذلك الوقت :

     (1) ضياع الهوية الإيمانية ، فلا أهل الكتاب كانوا حريصين على ماجاءهم من كتب سماوية ، تدعو إلــــــى توحيد الله تعالى ، وتنزيهه عن الشريك والولد ، ولا أصحاب الديانات الوضعية الأرضية كانوا على أدنــــــــى درجة من المعرفة بالله وعبادته سبحانه ، فكانوا فى أسفل سافلين البعد ، لأن فساد العقيدة ، يؤدى إلى فساد كـل ما بعدها .

     (2) لم يكن لدى الإنسان وازع إيمانى ، أو رادع  دينى ، يمنعه من ارتكاب المعاصى والمخالفات ، إلا بعض الأعراف والتقاليد ، ولهذا انتشر ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، واغتصاب الحقوق وخراب الذمم وفقدان الأمانة ، وحدثت انتكاسة فى فطرة الخلق السوية ، حتى التشريعات الوضعية لم تطبق إلا على الضعفاء ، وانتشر الفخـر بالأنساب والأحساب ، وامتلأ الناس غرورا وتكبرا فى الأرض ، وانقسم العالم إلى سادة وعبيد ، مما ملأ القلوب بالضغائن ، وكان لابد من تصحيح ما أفسده شياطين الإنس والجن ، فى تركيبة الإنسان القلبية والنفسية .

      (3) كان التفرق هو السمة المنشرة بين البشر ، لأسباب متعددة منها : اللون والدين والوطن ، وترتب علـى هذا ضغائن وحروب ، وتمزق للأواصر الإنسانية ، وتعصب كل فرد لقبيلته أو دولته بالحق أو بالباطل ، وتفشى الطمع فيما فى أيدى الغير ، على المستوى الفردى والجماعى ، وضاعت حقوق الضعفاء ، واعتقدت كل جماعة أنها أفضل من غيرها وأحق بالقيادة ، وكان توريث الحكم وزعامة القبيلة أمرا حتميا ، كما يورث المال والعقار والأرض .

    (4) انطمس نور العقل الإنسانى وامتلأ بالخرافات والأساطير اليونانية والهندية ، التى كانت تصور لـــه أن القوى الغامضة فى الطبيعة هى التى تتحكم فيه ، لهذا اتخذوها آلهة يقدمون لها القرابين ويطلبون رضاهـــــا ، ووصل العقل البشرى فى هذا الوقت إلى أحط مكانة بين المخلوقات ، باتخاذه لله ولدا أو شريكا من الشمــــــــس والكواكب وغيرها ، معتقدا أنها تحدد أقداره .

     (5) كان الإنسان خاملا من الناحية العملية ، وكان ذلك أظهر عند العرب ، فهم يميلون فى غالب الوقت إلى السكون والركون إلى الظل ، لا يفكر الواحد منهم إلا فى يومه وساعته ، وليس له نظرة إلى مستقبل متحضـــــر يتغير فيه حاله إلى الأفضل ، ولهذا لم يكن يميل إلى الصناعة والحرفة وحركتها ، أو إلى العلوم ودورتهــــــــــا وانطلاقها ، وأدى ذلك إلى توقف الفكر ، ونزوح الخيال إلى الأساطير والشعر ، والخصومة والتفاخر بالأجداد ، وكان من نتيجة ذلك التخلف وفقدان الهمة .

وللحديث بقية ......

 

بناء البيت الإسلامي (18)

في الماضي كان الطلاق غالبا ما يمثل وصمة عار على المرأة المطلَّقة وعلى أسرتها، وكانت تحركات المرأة المطلَّقة محسوبة عليها عند الخروج من بيت أسرتها، وخروجُها كان محدودا وللضرورة فقط، وكانت نسبة الطلاق قليلة، أما في هذا العصر فإن الطلاق بدا وكأنه ظاهرة طبيعية، فلا يخلو حيّ أو منطقة من حالات طلاق أو هدم أسرة.   فإلى أي مدى سيظل هذا الوضع مستمرا في تدمير الأسر المسلمة؟ ومن هو السبب في الطلاق؟ أهو الزوج أم الزوجة؟ أم أن هناك عوامل خارجية تؤدي إلى ذلك؟ ومن هو المجني عليه؟ وهل من الممكن علاج هذه الظاهرة أم لا؟ وهل من سبيلٍ لتلافي التأثير السلبيّ للطلاق على الأبناء؟...