حديث أنكره الخوارج

28/07/2021
شارك المقالة:

فى الوقت التى أثبتت فيه النصوص القرآنية أن سيدنا رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - لا ينفصل عن الأمة ولا يغيب عنها كقوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)[التوبة : 105] والتى تثبت أن حضرة النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - يرى أعمالنا ، وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)[الأحزاب: 45] والشاهد مطالب بحقيقة ما يشهد به ، وفيها إثبات بشهود سيدنا رسول الله أعمال العباد ، وقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)[سورة النساء :64] وفيها إثبات إلى ضرورة اللجوء إلى سيدنا رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - عند العثرات لنجد الله توابا رحيما . والتى أثبتها سيدنا رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم – بقوله : (حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتى خير لكم تعرض على أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم) ثم يخرج علينا الوهابية لينكروا كل ذلك مشككين فى صحة الحديث السابق .

وقبل البدأ فى إثبات صحة الحديث نسألهم : ماذا ستفعلون مع النصوص القرآنية السابقة ؟ أهى آيات موضوعة فى كتاب الله ؟!!! حاشا ... ولكن ما أستطيع أن أقوله : قاتل الله الجهل ، فلو أنهم قرأوا ما جاء فى تفسير قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ.....الآية) لعلموا أن الأمة تحتاج إلى استغفار رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأكتفى بما ذكره ابن كثير والقرطبى .

أما حديث : (حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتى خير لكم تعرض على أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم) فقد رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، وذكره الكثير من العلماء مؤكدين على صحة الرواية ، وهم كما يلى :

  1. الهيثمي فى "مجمع الزوائد" كتاب علامات النبوة - باب ما يحصل لأمته  -صلى الله عليه وآله وسلم- من إستغفاره بعد وفاته .
  2. ابن كثير- البداية والنهايه - سنة إحدى عشرة من الهجرة - ذكر ما أصاب المسلمين من المصيبة العظيمة بوفاته .
  3. ابن كثير - السيرة النبوية -  الجزء : ( 4).
  4. ابن حجر العسقلاني - المطالب العاليةكتاب المناقب . برواية أخرى وفيها : (قال : الحارث : ، ثنا : الحسن بن قتيبة ، ثنا : جسر بن فرقد ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : قال رسول الله  -صلى الله عليه وآله وسلم-حياتي خير لكم ، تحدثون ونحدث لكم ، وموتي خير لكم ، تعرض علي أعمالكم ، فما كان من حسنة حمدت الله عليها ، وما كان من سيئة إستغفرت الله لكم ، حديث خالد بن الوليد في شعر ناصية النبي  -صلى الله عليه وآله وسلم- ، في مناقب خالد بن الوليد ).
  5. مسند البزار - البحر الزخار .
  6. مسند الحارث - كتاب علامات النبوةباب في حياته ووفاته برواية أخرى وفيها : (حدثنا : الحسن بن قتيبة ، ثنا : جسر بن فرقد ، عن بكر بن عبد الله المزني قال : قال رسول الله  -صلى الله عليه وآله وسلم-حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم ، فما كان من حسن حمدت الله عليه ، وما كان من سيئ استغفرت الله لكم) .
  7. محمد بن سعد - الطبقات الكبرى -  الجزء : ( 2 ) .
  8. إسماعيل بن إسحاق - فضل الصلاة على النبي  -صلى الله عليه وآله وسلم.
  9. السيوطي فى الجامع الصغير-  الجزء [1] .
  10. المتقي الهندي فى كنز العمال الجزء [11] .
  11. العجلوني فى كشف الخفاء الجزء  [1]
  12. حسن بن علي السقاف فى  إرغام المبتدع الغبي .
  13. محمود سعيد ممدوح فى رفع المنارة .
  14. الصالحي الشامي فى سبل الهدى والرشاد  الجزء : ( 12) .
  15. الجهضمي فى فضل الصلاة على النبي  - صلى الله عليه وآله وسلم- .
  16. الحارث بن أبي أسامه فى بغية الباحث .

وبعد كل ما ذكر نتوجه بقلوبنا إلى سيدنا رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - مستجيرن به أن ينظر إلى الأمة نظرة تحيا بها ، وأن يستغفر لنا ما بدر منا ، فقد فاض الكيل وضاق الصدر ، كثرت الخيانة ، وتهدمت المبادىء ، ونسيت الأخلاق ، حتى صار المجتمع الإسلامى لا ينم عن الهوية الحقيقية للإسلام السمح الذى من شأنه يرتقى بالبشرية ويخرجها من الظلمات إلى النور .