التاريخ الإسلامي : سلسلة "فضائل أهل البيت والصحابة " (2)

30/07/2021
شارك المقالة:

السابق إلى التصديق ، الملقب بالعتيق ، المؤيد من الله بالتوفيق .. صاحب النبى  - صلى الله عليه وآله وسلم - فى الحضر والأسفار ، ورفيقه الشفيق فى جميع الأطوار ، وضجيعه بعد الانتقال فى الروضة المحفوفة بالأنوار ، المخصوص فى الذكر الحكيم بمفخر فاق به كافة الأخيار ، وعامة الأبرار ، وبقى له شرفه على كرور الأعصار ، ولم يسم إلى ذروته همم أولى الأيدى والأبصار ، حيث يقول عالم الأسرار : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) إلى غير ذلك من الآيات والآثار ، ومشهور النصوص الواردة فيه والأخبار التى غدت كالشمس فى الانتشار .. وفضل كل من فاضل ، وفاق كل من جادل وناضل ، ونزل فيه : (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ)( الحديد : 10 ) .. توحد الصديق فى الأحوال بالتحقيق ، واختار الاختيار من الله دعاه إلى الطريق .. فتجرد من الأموال والأعراض ، وانتصب فى قيام التوحيد للتهدف والأغراض .. صار للمحن هدفاً ، وللبلاء غرضاً ، وزهد فيماً عز له جوهراً  كان أو عرضاً .. تفرد بالحق ، عن الالتفاف إلى الخلق .

نسبه ولقبه :

هو عبد الله بن عثمان بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب ابن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة . وينسب " أبو بكر " إلى تيم قريش ، فيقال : التيمى ، ويلتقى فى النسب مع رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - عند مرة بن كعب وبين كل منهما وبين "مرة " ستة آباء .

وكان اسمه فى الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - عبد الله، وسمى بالعتيق ، لأن رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - قال له : (أنت عتيق من النار) "أخرجه الترمذى " وقيل : سمى بالعتيق لجمال وجهه " قاله الليث بن سعد وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم" .

وأما الصديق فقيل : كان يلقب به فى الجاهلية، لما عرف منه الصدق . "ذكره ابن مسدى". وقيل: لمبادرته إلى رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما كان يخبره به . قال ابن إسحق عن الحسن البصرى وقتادة : "وأول ما اشتهر به صبيحة الإسراء" ، وأخرج البيهقى وأبو نعيم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبى  - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الذى سماه صديقاً ، وكان سيدنا على بن أبى طالب كرم اللع وجهه يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبى بكر من السماء " الصديق" ( أخرجه الطبرانى ورجاله ثقات) .

والده: أبو قحافة عثمان بن عمرو بن كعب ، أسلم يوم فتح مكة وأتى أبو بكر به إلى رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال النبى  - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ألا أقررتم الشيخ فى بيته حتى كنا نأتيه - نكرمه لأبى بكر- وأمرهم أن يغيروا شيبه ، وبايعه ، وأتى المدينة ، وبقى حتى توفى فى خلافة سيدنا عمر – رضى الله عنه - عن سبع وتسعين سنة . وتوفى أبو بكر قبله ، وورثه أبو قحافة السدس ، فرده على ولد أبى بكر.

وولد أبو قحافة : أبا بكر ، وأم فروة، وقريبة . فأما أم فروة فتزوجها رجل من الأزد فولدت له جارية ، ثم تزوجها تميم الدارى ، ثم تزوجها الأشعث بن قيس كما قدمناه عند ذكر الوفود ، وأما قريبة فكانت عند سعد بن قيس بن عبادة .

ووالدة أبى بكر : سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، وهى بنت عم أبى قحافة وتكنى "أم الخير" ، أسلمت قديما حيث كان المسلمون فى دار الأرقم

مولده ومنشأه :

كان مولد أبى بكر الصديق  - رضى الله عنه - بعد مولد النبى  - صلى الله عليه وآله وسلم - بسنتين وأربعة أشهر وأيام ، وتوفى وله ثلاث وستون سنة ، وكان منشؤه بمكة لا يخرج منها إلا للتجارة ، وكان ذا مال جزيل فى قومه ، ومروءة تامة ، وإحسان ، وتفضل فيهم .