أحكام الطهارة وما يتعلق بها

25/09/2021
شارك المقالة:

 

 الطهارة في لغة : النظافة من الأوساخ الحسية والمعنوية كالمعاصي الظاهرة والباطنة .

الطهارة في الاصطلاح : قال ابن عرفة صفة حكمية توجب لموصوفها جواز استباحة الصلاة به أو فيه أو له .

شرح التعريف : أي صفة تقديرية تستلزم للمتصف بها جواز الصلاة وهى تستلزم أن تكون فى ثلاثة أشياء :

  1. ثوب المصلى .
  2. المكان الذى يصلى فيه .
  3. بدن المصلى نفسه .

وعكس الطهارة بهذا المعنى أمران :

*  النجاسة وهي صفة حكمية توجب لموصوفها منع استباحة الصلاة به أو فيه قاله ابن عرفة .

 * والحدث وهو صفة حكمية توجب لموصوفها منع استباحة الصلاة له .

ما يجب منه التطهر

أولا ما يجب منه الوضوء 

 والذي يجب منه الوضوء شيئان :

(1) أحداث .

(2) أسباب أحداث .

فالحدث ما ينقض الوضوء بنفسه وهو الذي يخرج من أحد المخرجين المعتادين وهما ( القبل والدبر ) خروجا معتادًا على وفق العادة وهى خمسة أشياء :

 (1) البول

 (2)  الغائط

 (3)  الريح (بصوت أو بغير صوت )

 (4) المذي وصفته أنه ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة أي الانتعاش الباطني الذي ينشأ عنه الانتعاش الظاهري ثم ملاعبة من يلتذ به وعند التفكر , وهو خلاف المنى وهو يوجب الوضوء ويوجب غسل الذكر كله بنية قبل الوضوء بالماء , فالماء متعين ولا تكفي الأحجار لتطهير المذي .

 (5)  الودي هو ماء أبيض خاثر أي ثخين خرج غالبًا عقب البول وقد يخرج بنفسه أو مع البول ويجب منه  الوضوء .

كيفية التطهر من البول والودي :

والتطهر من البول والودي يكون بأمرين :

أولا : الاستبراء منه وهو استفراغ ما في المخرج بالسلت والنتر الخفيفين وغسل محله فقط .

ثانيا : الوضوء كما فى باقى الأحداث .

أشياء تخرج من القبل أو الدبر ولا تنقض الوضوء

  1. الدود والحصى الذى يخرج من دبر الإنسان ولو كان مبتلاً بشيء من البول والعذرة  فإنه لا ينقض
  2. السلس في غالب أحواله (وهو عدم التحكم فى البول أوالريح) فلا ينقض الوضوء إن كان يلازمه كل الوقت وإن كان يلازمه نصف الوقت أو جلّهُ فإنه يستحب من الوضوء فقط وصاحب السلس يجب عليه تجديد الوضوء لكل صلاة فقط وإن كان يحدث فى داخلها .
  • والسبب فى عدم نقض الدود والحصى والسلس للوضوء هو أنهم وإن كانوا قد خرجوا من المخرج المعتاد ولكنهم لم يخرجوا على سبيل العادة ,والإعتياد وإنما خرجوا على سبيل المرض .
  1. الفصادة والحجامة وهما دم لم يخرجا من المخرج المعتاد .
  2.  والقيء المتغير عن حالة الطعام لأنه أيضًا لم يخرج من المخرج المعتاد .
  3.  والحدث الخارج من فتق تحت المعدة ولم ينسد المخرجان أما إذا انسد المخرجان وكان الفتق تحت المعدة فيعتبر كالخارج المعتاد من المخرج المعتاد من بول أو غائط أو ريح .

وهذه مسألة هامة جدًا يتعرض لها بعض الناس وهى تحويل مخرج البول أو البراز إلى الجنب نتيجة لحدوث عملية جراحية وفى هذه الحالة يصبح المخرج الذى شقه الطبيب للمريض عوضا عن فتحة القبل أو الدبر ويستلزم من الخارج منها الوضوء ، أما إذا لم تنْسد أو تتعطل فتحتى القبل أو الدبر فلا يستلزم الوضوء لما يخرج من فتق تحت المعدة .

ثانيا :أسباب الأحداث التى تنقض الوضوء :

والسبب ما لا ينقض الوضوء بنفسه ولكن بما يؤدي إلى الحدث وهو عدة  أشياء منها كما يلى :ـ

  • زوال العقل بمعنى استتاره لا ذهابه بالكلية وذلك يكون بنوم أو إغماء ثم يعود له عقله فيحكم عليه بوجوب الوضوء .

النوم الذى ينقض الوضوء

النوم الثقيل :

أي أن النوم الثقيل ينقض الوضوء مطلقًا طال أو قصر ،وحقيقة النوم الثقيل هو الذي يخالط القلب ولا يشعر صاحبه بما فعل مبنيًا للمفعول سواء فعله أو فعل غيره ومعنى ذلك أن الخفيف الذي يشعر صاحبه بأدنى سبب لا ينقض مطلقًا قصيرًا كان أو طويلاً لما في مسلم كان أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون لكن يستحب الوضوء من النوم الخفيف الطويل .

وخلاصة القول فى ذلك :

أن النوم على أربعة أقسام:-

  1. نوم ثقيل طويل : وهو ينقض الوضوء.
  2. نوم ثقيل قصير : وهو ينقض الوضوء.
  3. نوم خفيف طويل بحيث يشعر صاحبه بما حوله : وهو لا ينقض الوضوء, ولكن يستحب الوضوء منه فقط.
  4. نوم خفيف قصير : لا ينقض الوضوء مطلقاً.
  • الإغماء قال مالك : ومن أغمى عليه فعليه الوضوء والإغماء مرض في الرأس .
  •  السُّكْرُ يعني أن من غاب عقله بسبب سُّكْرُ فعليه الوضوء ولا تفصيل بين السُّكْرُ بحرام أو حلال كأن شرب لبنًا مُسكْر فسَكِرَ منه.
  •   تخبط جنون الأولى حذف تخبط لأن زوال العقل يكون بالجنون والتخبط مصاحب لزوال العقل لا لأنه سبب له وإنما وجب الوضوء بسبب الجنون والسُّكْرُ والإغماء وذلك لأنه لما وجب بالنوم مع كونه أخف حالا فوجب بالتالى لما هو أكثرمنه .
  •  لمس المرأة الأجنبية يوجب الوضوء لوجود اللذة وإن لم تكن ناشئة عن قصد فمدار وجوب الوضوء على القصد وإن لم يكن معه وجدان لذة وعلى الوجدان وإن لم يكن معه قصد ولا بد أن يكون الوجدان حال اللمس وأمَّا بعده فلا لأنه صار كاللذة بالتفكر ولا شيء فيه ، وأمَّا إن لم يقصد ولم يجد فلا شيء عليه .هذا حكم اللامس وأمَّا الملموس فإن بلغ والتذ توضأ وإلا فلا شيء عليه ما لم يقصد اللذة وإلا صار حكمه حكم اللامس .

وخلاصة القول فى لمس المرأة الأجنبية والسلام عليها عند الإمام مالك

أن المصافح للمرأة الأجنبية على أربعة أنواع : 

  1. قصد اللذة ووجدها فعليه الوضوء .
  2. قصد اللذة ولم يجدها فعليه الوضوء.
  3. لم يقصد اللذة ولكنه وجدها فعليه الوضوء أيضًا .
  4. لم يقصد اللذة ولم يجدها فلا وضوء عليه.
  1. القبلة للذة فى فم الزوجة سواء وجد اللذة أم لم يجدها فذلك ينقض الوضوء فالقبلة على الفم تنقض مطلقًا قصد ووجد أم لا لأنها مظنة اللذة ما لم تكن قرينة صارفة للذة.
  2.  مس الذكر من الأسباب المؤدية إلى الحدث مس الذكر لما في الموطأ وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ وأما حديث هل هو إلا بضعة منك فمتكلم فيه ويعتبر المس إذا كان بباطن الكف أو بباطن الأصابع أو بجنبيهما والمقصود بالذكر هنا هو ذكر الماس لا ذكر غيره.
  • أما ذكر الغير فيجري على حكم الملامسة من اعتبار القصد أو الوجدان ولا بد أن يكون الذكر متصلا بالبدن وأمَّا المنفصل عن البدن فلا نقض بمسه .  
  •   ويعتبر في الخنثى الإشكال وعدمه فإن كان مشكلا نقض مسه وإن مشكل اعتبر في حقه ما حكم له به فإن حكم له بالذكورة نقض وإلا فلا.
  • حكم مس الإنسان لذكره من فوق الثوب أو الحائل
  • وأما المس من فوق الحائل فإن كان كثيفا فلا نقض قولا واحدًا وإن كان خفيفا فالمشهور أنه ينقض الوضوء.
  •  ولا نقض بمس الدبر والأنثيين ( أى الخصيتين )
  • حكم مس المرأة لفرجها هل ينقض الوضوء أم لا ؟؟
  •   واختلف في مس المرأة لفرجه فذهب جماعة على أنه لاينقض الوضوء واستدلوا بحديث إذا مس أحدكم ذكره ) فظاهر الحديث أنه للرجل فقط.
  • وقال آخرون أنه ينقض واستند القائل بالنقض لحديث من أفضى بيده إلى فرجه فليتوضأ لأن الفرج لغة العورة فيقع على الذكر وفرج المرأة وقال بعضهم لا نقض إذا مست ظاهره والنقض إذا قبضت عليه أو ألطفت والإلطاف أن تدخل يديها بين شفريها ، وأما ما يجب منه الغسل فسيأتي بيانه  .