الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

11/02/2022
شارك المقالة:

أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، اجتمع له من صفات الكمال؛ ومحمود الشمائل والخلال؛ وسناء الحسب وباذخ الشرف؛ مع الفطرة النقية والنفس المرضية؛ مالم يتهيأ لغيره من أفذاذ الرجال.

تحدر من أكرم المناسب، وانتمى إلى أطيب الأعراق، فأبوه أبو طالب عظيم المشيخة من قريش، وجده عبد المطلب أمير مكة وسيد البطحاء، ثم هو قبل من هامات بني هاشم وأعيانهم، وبنو هاشم كانوا كما وصفهم الجاحظ: "ملح الأرض، وزينة الدنيا، وحلي العالم، والسنام الأضخم، والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم، وسر كل عنصر شريف، والطينة البيضاء، والمغرس المبارك، والنصاب الوثيق، ومعدن الفهم، وينبوع العلم...".

وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووارث علمه، ووزيره على أمره، وزوج ابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وأحب أهله إليه، وكاتب وحيه، وأقرب الناس إلى فصاحته وبلاغته، وأحفظهم لقوله وجوامع كلمه، تخلق بأخلاقه، واتسم بصفاته، وفقه عنه الدين.

تربى في كنف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأسلم وهو صبيّ، ولم يسجد لصنم قط، وآخى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين الإمام عليٍّ وقال له: (وأنتَ أخِي في الدُّنيَا والآخِرَة)، ولما كانت ليلة الهجرة افتداه بنفسه ونام في سريره تمويها للمشركين الذين تربصوا به ليقتلوه، فكان أول من باع نفسه لله في الإسلام، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد كلها إلا غزوة تبوك، إذ خلفه صلى الله عليه وآله وسلم في أهله، وقال له: (أمَا ترضَى أن تكونَ مني بمنزلةِ هارونَ مِن مُوسَى إلَّا أنه لا نبوَّةَ بعدِي)، وكان أول المبارزين يوم بدر، وممن ثبت يوم أُحد وحنين، وعلى يديه فتحت خيبر بعد أن طال حصارها، وكان آخر الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي انتقل فيه إلى الرفيق الأعلى، وهو الذي ولي غسله، ونزل لحده فيمن نزل.

مولده:

===

ولد الإمام عليّ كرَّم اللهُ وجهَه بالبيت الحرام بمكة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رجب قبل البعثة بعشر سنين، ولم يذكر التاريخ أن أحدًا ولد ببيت من بيوت الله قبله، وهذه فضيلة خصه الله تعالى بها، قال بعضهم:

أنت العليّ الذي فوق العُلا رُفعا ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا

أبــــوه:

===

أبوه: أبو طالب، لقب بذي الكفلين: كفل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة جده عبد المطلب ولرسول الله يومئذ ثماني سنين وشهران، وقد كان أبو طالب الحصن المنيع الذي كف عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أذى المشركين في أول سني البعثة، وتوفي قبل الهجرة، وقد أسلم، ولإسلامه أدلة ذكرها العلماء.

أمــــــــــه:

=====

السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم، كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الأم، ربي في حجرها، وكان شاكرا لبرها، وكان يسميها أمي، وكانت تفضله على أولادها في البر، سبقت إلى الإسلام، وهاجرت، ولما توفيت كفنها صلى الله عليه وآله وسلم بقميصه، وأمر أن يحفر لها قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الشريفة، وأخرج ترابه، فلما فرغ اضطجع فيه وقال: (اللَّهُم اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنتِ أَسَدٍ، وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بحقِّ نبيِّكَ والأنبياءِ الذين مِن قبلِي فإنكَ أرحمُ الراحمين).

تسميته:

====

قيل: إنه لما ولد كان أبوه غائبا فسمته أمه: حيدرة - من أسماء الأسد -، فلما جاء أبوه سماه عليًّا وقال:

سميتُه بعليٍّ كي يدوم له عز العلوِّ وفخر العز أدومه

وكان الإمام عليٌّ يقول في خيبر:

أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات شديد قسورة

كنيتـــه:

===

أبو الحسن، وأبو الحسين، وأبو تراب: كناه به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ كناية عن كثرة عبادته وصلواته؛ لأن المسلمين في السابق كانوا يسجدون على التراب، وكان الإمام عليّ معفر الجبين لكثرة ما يسجد، فقوله: (قُمْ أبَا تُرَابٍ) على حد قوله أي: قم يا كثير العبادة.

نشأتــــه:

====

نشأ الإمام عليّ في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتأدب بآدابه، وربي تربيته، حيث أحبه صلى الله عليه وآله وسلم حبا شديدا، فقد ورد أنه لما بلغ الإمام عليّ السادسة أصاب أهلَ مكة جدبٌ وقحطٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمه العباس رضى الله عنه : (يا عم إن أخاكَ أبا طالب كثيرُ العيالِ وقد أصابَ الناسَ ما ترى، فانطلق بنا إلى بيته لنخففَ من عياله عنه، فتأخذ أنتَ رجلًا وأنا آخذ رجلًا فنكفلهما عنه)، وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم فقال: دعوا لي عقيلًا وخذوا مَن شئتم، فأخذ العباس طالبًا، وأخذ حمزة جعفرًا، وأخذ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عليًّا وكان أصغرهم.

وكان الإمام عليّ يلازم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل إنه عندما اتخذه كان يلي أكثر تربيته، ويطهره وقت غسله، ويوجره اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويلاعبه في يقظته، ويحمله على صدره، وكان يحمله دائمًا ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها كأنه يفعل ذلك ترويحًا ... "راجع: النجاة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام أبي العزائم".

ولم يزل مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حتى بعثه الله بالنبوة، فآمن به واتبعه، بُعث صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، وأسلم عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء وعمره إذ ذاك عشر سنين، وأقام مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة، منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا له في محنه كلها، وعشر سنين بالمدينة بعد الهجرة يكافح عنه المشركين، ويجاهد دونه الكافرين، ويقيه بنفسه من أعدائه في الدين.

وعاش بعد انتقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى جوار ربه حوالى ثلاثين سنة، فيكون عمره الشريف كعمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو قريبا من ذلك.

أولاده:

===

قيل: له من الأولاد سبعة وعشرون؛ وقيل: ثمانية وعشرون ما بين ذكر وأنثى، ومنهم: الحسن والحسين، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم، والمحسن - السقط - أمهم: السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ومنهم محمد بن الحنفية وأمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية، وغيرهم لأمهات شتى.

من أوصافه:

======

كان عليه السلام حسن الوجه، يميل إلى السمرة، كثير التبسم، كث اللحية، دقيق الأصابع، شديد الساعد واليد، إذا مشى تكفأ، وإذا مشى إلى الحرب هرول، قوى شجاع منصور على من لاقاه، إلى غير ذلك مما ورد في أوصافه.

من مناقبه كرَّم اللهُ وجهَه:

===========

كان الإمام عليّ سهما صائبا من مرامي الله على عدوه، ربانيّ هذه الأمة، أعطى القرآن عزائمه، فكان إمام الفقهاء وعلماء الشريعة، وأقدرهم على استنباط الأحكام الدينية، وإليه رجع الخلفاء من قبله في مشكلات الحكم والقضاء، وكانت له مناقب عديدة نذكر منها:

1- أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد أخرج الإمام أحمد عن سيدنا عليّ قال: "اللهمَّ لا أعرفُ لك عبدًا من هذه الأمة عَبَدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات -، لقد صليتُ قبل أن يصلي الناس".

- وقال ابن عباس رضى الله عنهما : أربع خصال لعليّ ليست لأحد غيره:

* هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

* هو الذي صبر معه يوم فرَّ عنه غيره.

* هو الذي كان لواؤه معه في كل زحف.

* هو الذي غسَّله وأدخله قبره.

2- لا يؤثر فيه حر ولا برد: أخرج النسائي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال للإمام علي: إن الناس قد أنكروا منك شيئًا: تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ، فقال: لم تكن معنا بخيبر؟، قال: بلى، قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، فأرسل إليّ وأنا أرمد، فتفل في عيني وقال: اللهم اكفه أذى الحر والبرد، قال: ما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا".

3- عليّ مِنِّي وأنا من عليّ: روى الترمذي وابن ماجة قال صلى الله عليه وآله وسلم: (عَلِيّ مِنَّي وأنا مِن عَلِيّ، ولا يؤدِّي عَنِّي إلَّا عَلِيّ)، ولما قتل سيدنا عليّ كرم الله وجهه أصحاب الألوية يوم أُحُد قال جبريل: (يا رسول الله إن هذه لهي المواساة، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منكما يا رسول الله)، رواه الإمام أحمد في المناقب، وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الخطيب عن البراء بن عازب والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس: (عليّ مِنِّي بمنزلةِ رأسِي مِن بَدَنِي).

4- الإمام عليّ مغفور له: ذكر النسائي في الخصائص قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عليّ ألا أعلمُك كلماتٍ إذا قلتَهن غفر لك مع أنه مغفورٌ لك، تقول: لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إله إلا اللهُ العليُّ العظيمُ).

5- هدى الله قلبه وثبت لسانه: قال الإمام عليّ: بعثني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن وأنا شاب حديث السن، فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث وأنا شاب حديث السن؟، فقال: (إنَّ اللهَ سيهدي قلبَك ويثبتُ لسانَك)، قال: ما شككتُ في حديث أقضي بين اثنين. "النسائي في الخصائص".

6- سدوا الأبواب إلا باب علي: روى الإمام أحمد والضياء المقدسي عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سدوا الأبواب إلا باب عليّ)، فتكلم بذلك الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد؛ فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب عليّ، وقال فيه قائلكم، واللهِ ما سددتُه ولا فتحتُه، ولكن أُمِرتُ فاتبعته).

وروى الترمذي قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (يا عليّ لا يحلُّ لأحدٍ أن يجنبَ في هذا المسجدِ غيري وغيرك)، أي: تكون له أبواب مفتوحة على المسجد غيرهما، وفي رواية: ثبت ذلك أيضًا لأبي بكر الصديق رضى الله عنه.

7- الإمام عليّ أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: روى الطبراني أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عليّ أخِي في الدنيا والآخرة)، وأخرج الإمام أحمد في المناقب أنه ورد في الحديث الشريف أنه مكتوب على باب الجنة: (محمدٌ رسولُ اللهِ، عليّ أخو رسولِ اللهِ، قبل أن تُخلق السموات بألفي سنة).

8- الإمام عليّ كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذكر النسائي في الخصائص قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لينتهين بنو وليعة، أي: ملوك حضر موت، أو لأبعثن عليهم رجلًا كنفسِي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟، قال: لا، ولكن ذلك الذي يخصف النعل)، وقد أعطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليًّا نعلا يخصفها. "أخرجه أحمد في الفضائل".

9- الإمام عليّ مولى كل مؤمن ومؤمنة: أخرج ابن السمان عن البراء بن عازب وأخرج الإمام أحمد مثله في المسند عن زيد بن أرقم: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي: (الصلاة جامعة) وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرة فصلى الظهر، وأخذ بيد عليّ وقال: (ألستُم تعلمون أنِّي أوْلَى بالمؤمنينَ مِن أنفُسِهِم؟) قالوا: بلى فأخذ بيد عليّ، وقال: (اللهمَّ مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاهُ، اللهمَّ وَالِ مَن والاه، وعَادِ مَن عَادَاه)، قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة، وزاد الإمام أحمد: (وانصُرْ مَن نَصَرَه، وأحِبَّ مَن أحَبَّه).

10- من سب عليًّا فإنما سب اللهَ ورسولَه: روى الإمام أحمد والحاكم عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مَن سبَّ عليًّا فقد سبني، ومَن سبني فقد سبَّ الله).

11- لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق: روى مسلم أن الإمام عليّ كرم الله وجهه قال: (والذي فلق الحبةَ وبرأ النسمةَ إنه لعهد النبيّ الأميّ صلى الله عليه وآله وسلم إليَّ: لا يحبني إلا مؤمنٌ ولا يبغضني إلا منافقٌ).

12- المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسيدنا عليّ: ذكر النسائي في الخصائص قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عليّ فيك مثلٌ مِن مثل عيسى، أبغضته اليهودُ حتى بهتوا أُمَّه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزلَ الذي ليس به)، أخرجه البزار وأبو يعلي والحاكم، وهذا هو الواقع حيث اتهم الخوارج الإمام عليًّا بالكفر، وجاء آخرون وقالوا للإمام: أنت الله.

13- النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل الله لنفسه وللإمام عليّ: ذكر النسائي في الخصائص قال الإمام عليّ: مرضتُ فعادني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليّ وأنا مضطجع فاتكأ إلى جنبي ثم سجاني - غطاني – بثوبه، فلما رآني قد برئت قام إلى المسجد يصلي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب، وقال: قم يا عليّ، فقمت وقد برئت كأنما لم أشْكُ شيئا قبل ذلك، فقال: (ما سألتُ ربي شيئًا في صلاتي إلا أعطاني، وما سألتُ لنفسي شيئًا إلَّا سألتُ لَكَ).

14- خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الودائع في وقت الهجرة، وبقي بمكة ثلاث ليال بأيامها حتى رد ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ودائع لأصحابها.

ثم خلفه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على العيال والنساء بالمدينة في وقت الخروج إلى غزوة تبوك حتى بكى كرم الله وجهه وقال: يا رسول الله إن قريشا تقول: إن رسول الله استثقله فتركه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أما تَرضَى أن تكون مني بمنزلةِ هارون مِن موسَى إلا أنه لا نبيَّ بعدِي)، متفق عليه.

وقد أشركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هديه في حجة الوداع، فقدم مائة بدنة، نحر منها بيديه ثلاثا وستين، وأناب الإمام عليًّا في نحر ما زاد من المائة.

15- باب مدينة العلم: أخرج البزار، والطبراني في الأوسط، والحاكم، والعقيلي، وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن الإمام علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينةُ العلمِ وعليّ بابها)، وفي رواية: (فمَن أرادَ العلمَ فليأتِ الباب) وفي أخرى عند الترمذي: (أنا دارُ الحكمةِ وعليّ بابها).

وقال ابن عباس: والله لقد أعطي عليّ بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم، أو: شاركهم، في العشر العاشر.

16- النظر إليه عبادة: أخرج الحاكم والطبراني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (النظرُ إلى عليّ عبادة)، وذلك لأن رؤية الإمام علي تجعل الناس يذكرون الله فيشتغلون بالعبادة.

17- منقبة جامعة: قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنه، ومحمد في هديه وعلمه؛ فانظروا إلى عليّ بن أبي طالب) ذكره ابن الجوزي.

ذُكِرت تلك المناقب في كتاب: "النجاة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام أبي العزائم".