شارك المقالة:

عظم الله فى القرآن تلك الليلة المباركة فذكرها فى موضعين عظيمين:

1 - قال تعالى: (حم والكتاب المبين أنا أنزلناه فى ليلة مباركة) وأكثر العلماء على أنها ليلة القدر وبعض العلماء يقول أن السفرة الكرام ابتدأوا بنسخ القرآن فى الليلة الخامسة عشرة من شعبان ثم أتموا نسخه وأنزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر فى رمضان.

2 - وقال سبحانه (إنا أنزلناه فى ليلة القدر) فعظمها الله سبحانه وتعالى بإنزال القرآن فيها، وبأنها خير من ألف شهر، وبأن الملائكة تنزل إلى الأرض للسلام على المصلين فيها، ويبين أن هذا الفضل العظيم يدوم حتى مطلع الفجر. ولم يعين لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقتها إلا بحالة لا تجعل العامل يحكم أنها ليلة كذا من الشهر ولكنه حصرها فى الليالى الفردية من العشر الأواخر لينال العامل أجر أحياء تلك الليالى، ويفوز بقيامه فى ليلة القدر ضمنا.

وكان أئمة السلف يعتكفون تلك الليالى فى المساجد، اقتداءاً بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكثيرا من العمال المخلصين يرون الملائكة بعيون أرواحهم عند صفائها من لوازم الجسم، لأنهم تشبهوا بصفات العالم الأعلى من الصيام والقيام والتسبيح، ومن تلاوة القرآن والذكر، وقد يرى بعض الحاضرين فى المجلس الملائكة وغيره لا يراها لأن الرؤيا كانت بعيون الروح لا بعيون الرأس، قال سبحانه (والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا).

وسواء فى الأجر من رأى الملائكة ومن لم يرهم إذا وفق لإحياء تلك الليلة، ورؤية الملائكة لأهل الصفا فضل يعجله الله لهم لا يقتضى نقص أجر العاملين، الذين لم يروا، قال سبحانه: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

دعاء ليلة القدر:

خير ما يدعو به الإنسان لتفريج الكروب ولوفاء الديون وللنجاة من الخطوب ما ورد بالسند الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأدعية علمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأفراد من الصاحبة كانوا فى شدة وضيق ففرح الله كروبهم ووفى ديونهم وشرح صدورهم ويسر أمورهم.

(اللهم اغنني بحلالك عن حرامك، اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء،وتعز من تشاء وتذل من تشاء ، بيدك الخير، إنك على كل شىء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنعهما ممن تشاء، ارحمنى رحمة تغنينى بها عن رحمة من سواك، اللهم فارج الهم وكاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمنى برحمة تغنينى بها عن من سواك، اللهم إنى عبدك، وابن أمتك ناصيتى بيدك عدل فىّ حكمك ماضى فى قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور بصرى وانشراح صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى وشكايتى يا الله)

===================

من كتاب " صيام أهل المدينة المنورة "

للإمام المجدد السيد محمد ماضى أبو العزائم