قصة سيدنا عيسى عليه السلام (الحلقة الرابعة)

01/09/2021
شارك المقالة:

ذكر خصائص سيدنا عيسى عليه السلام والمعجزات التى ظهرت علي يديه بعد مبعثه الى أن رُفع صلوات الله وسلامه عليه – الجزء الأول

 

أورد الثعلبى : منها تأييد الله إياه بروح القدس . قال عز من قائل: ( وأيدناه بروح القدس ) ونظيرها فى سورة المائدة ( اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتى عليك وعلي والدتك إذ أيدتك بروح القدس ) .

واختلفوا فيه: فقال الربيع بن أنس هو الروح الذى نفخ فيه الروح ، أضافه سبحانه إلي نفسه تكريما وتخصيصا نحو بيت الله وناقة الله ، والقدس هو الله تعالى يدل عليه قوله : ( وروح منه ) . ( فنفخنا فيه من روحنا ) وقال آخرون : أراد بالقدس الطهارة أى الروح الطاهرة وسمى عيسى عليه السلام روحا لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحول ولم تشتمل عليه أرحام الطوامث إنما كان أمرا من الله تعالى . قال السدى وكعب : روح القدس جبريل ، وتأييد عيسى بجبريل عليهما السلام هو أنه كان قرينه ورفيقه يعينه ويسير معه حيثما سار إلي أن صعد به السماء . وقال سعيد بن جبير وعبيد بن عمير: هو اسم الله الأعظم وبه كان يحيي الموتى ويرى الناس تلك العجائب.

ومنها : تعليم الله إياه الإنجيل والتوراة وكان يقرأهما من حفظه كما قال الله تعالى : (وإذ علمتك الكتاب) أى الخط ، قيل الخط عشرة أجزاء فتسعة منها لعيسى ( والحكمة والتوراة والإنجيل ).

ومنها: خلقه الطير من الطين كما قال الله تعالى مخبرا عنه : ( أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ) وقال تعالى ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذنى ) فكان يصور من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ، ولم يخلق غير الخفاش ، وإنما خص بالخفاش لأنه أكمل الطير خلقا فيكون أبلغ فى القدرة لأن له ثديا وأسنانا ويلد ويحيض ويطير .

قال وهب : كان يطير مادام الناس ينظرون إليه فإذا غاب عنهم سقط ميتا ليتميز فعل الخلق عن فعل الله تعالى ، وليعلم أن الكمال لله عز وجل .

ومنها : إبراء الأكمه والأبرص كما قال الله تعالى : ( وتبرئ الأكمه والأبرص بإذنى) والأبرص الذى به وضح ، والأكمه الذى ولد أعمى ولم ير ضوءا قط ، ولم يكن فى الإسلام أكمه غير قتادة وإنما خص هذين لأنهما أعييا الأطباء ، وكان الغالب علي زمان عيسى الطب فأراهم المعجزة من جنس ذلك .

ويروى أن عيسى عليه السلام مر بدير فيه عميان . فقال ما هؤلاء؟ فقيل هؤلاء قوم طلبوا للقضاء فطمسوا أعينهم بأيديهم فقال لهم : ما دعاكم إلي هذا ؟ قالوا : خفنا عاقبة القضاء فصنعنا بأنفسنا ما ترى. فقال أنتم العلماء والحكماء والأحبار والأفاضل امسحوا أعينكم بأيديكم وقولوا بسم الله ، ففعلوا ذلك فإذا هم جميعا قيام ينظرون.

ومنها : إحياؤه الموتى بإذن الله تعالى ( وإذ تخرج الموتى بإذنى ) وأحيا منهم أمواتا، منهم العاذر ، وكان صديقا له فأرسلت أخته إلى عيسى أن أخاك العاذر يموت  فأته ، وكان بينه وبين أخيه مسيرة ثلاثة أيام ، فأتاه هو وأصحابه فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام فقالوا لأخته : انطلقى بنا الي قبره فانطلقت معهم إلي قبره وهو فى صخرة مطبقة. فقال عيسى : اللهم رب السموات السبع والأرضين السبع إنك أرسلتنى إلي بنى اسرائيل أدعوهم إلي دينك وأخبرتهم أنى أحيي الموتى بإذنك فأحي العاذر،  فقام العاذر وخرج من قبره وبقى وولد له .

ومنها ابن العجوز ، وكانت القصة فيه أن عيسى مر فى سياحته ومعه الحواريون بمدينة فقال: إن فى هذه المدينة كنزا فمن يذهب يستخرجه لنا ؟ فقالوا : ياروح الله لا يدخل هذه القرية أحد غريب إلا قتلوه ، فقال لهم عيسى مكانكم حتى أعود إليكم ، فمضى حتى دخل المدينة ، فوقف على باب ، فقال السلام عليكم يا أهل الدار غريب أطعموه ، فقالت له امرأة عجوز أما ترضى ان أدعك ، لا أذهب بك إلي الوالى حتى تقول أطعمونى فبينما عيسى بالباب إذ أقبل الفتى ابن العجوز، فقال له عيسى أضفنى ليلتك هذه ، فقال له الفتى مثل مقالة العجوز ، فقال له عيسى أما إنك لو فعلت ذلك زوجتك بنت الملك ، فقال له الفتى : إما أن تكون مجنونا وإما أن تكون عيسى بن مريم ؟ قال أنا عيسى فأضافه وبات عنده فلما أصبح قال له : اغد وادخل علي الملك وقل له جئت أخطب ابنتك فإنه سيأمر بضربك وإخراجك، فمضى الفتى حتى دخل على الملك فقال له : جئت إليك أخطب ابنتك فأمر بضربه فضرب وأخرج فرجع الفتى إلي عيسى فأخبره الخبر ، فقال إذا كان غد فاذهب اليه واخطب ابنته فإنه ينالك بدون ذلك ، ففعل الفتى ما أمره عيسى فضربه دون ذلك الضرب الأول ، فرجع إلي عيسى فأخبره فقال ارجع إليه فإنه سوف يقول لك أنا أزوجك إياها علي حكمى ، وحكمى قصر من ذهب وفضة وما فيه من ذهب وفضة وزبرجد ، فقل له أفعل ذلك ، فإذا بعث معك أحدا فاخرج به فإنك سوف تجده فلا تحدث فيه شيئا ، ثم إنه دخل علي الملك فخطب فقال تصدقها بحكمى . فقال وما حكمك ؟ فحكم بالذى سماه عيسى . فقال نعم رضيت : ابعث من يقبض ذلك ، فبعث معه رجالا فسلم إليهم ما سأله الملك فتعجب الناس من ذلك فسلم إليه الملك ابنته فتعجب الفتى من ذلك ، وقال : يا روح الله تقدر علي مثل هذا وأنت علي مثل هذه الحالة ، فقال له عيسى : إنى آثرت ما بقى علي ما يفنى ، فقال الفتى أنا أيضا أدعه وأصحبك ، فتخلى عن الدنيا واتبع عيسى ، فأخذ عيسى بيده وأتى به أصحابه وقال لهم : هذا الكنز الذى قلت لكم فكان معه ابن العجوز إلي أن مات ومر به وهو ميت على سريره . فدعا الله عيسى فجلس علي سريره، ونزل من علي أعناق الرجال ولبس الثياب وحمل السرير علي عنقه ورجع إلي أهله فبقى وولد له .

ومنها : ابنة العشار ، رجل كان يأخذ العشر ، قيل له أتحييها وقد ماتت بالأمس ، فدعا الله عز وجل فعاشت وبقيت وولد لها .

ومنها : سام بن نوح قال له الحواريون وهو يصف لهم سفينة نوح ، لو بعثت لنا من شهد السفينة فينعت لنا ذلك ، فقام وأتى تلا فضرب بيده وأخذ قبضة من تراب ، وقال : هذا قبر سام بن نوح ، إن شئتم أحييته لكم، قالوا نعم ، فدعا الله باسمه الأعظم وضرب التل بعصاه وقال أحيي بإذن الله فخرج سام بن نوح من قبره وقد شاب نصف رأسه ، فقال : قد أقامت القيامة ؟ قال لا ، ولكنى قد دعوتك باسم الله الأعظم . قال ولم يكونوا يشيبونى فى ذلك الزمان ، وكان سام قد عاش خمسمائة سنة وهو شاب ، ثم أخبرهم بخبر السفينة ، فقال له عيسى مت ، قال بشرط أن يعيذنى الله من سكرات الموت ، فدعا الله عيسى عليه السلام ففعل ذلك.

ومنها : عزير عليه السلام ، قالوا لعيسى عليه السلام أحيه وإلا أحرقناك بالنار ، وجمعوا له حطبا كثيرا من حطب الكرم ، وكانوا فى ذلك الوقت يدفنون موتاهم فى صناديق من حجارة مطبقة ، فوجدوا قبر عزير مكتوبا علي ظهره اسمه ، فعالجوه ليفتحوه فلم يقدروا أن يخرجوه من قبره ، فرجعوا إلي عيسى فأخبروه ، فناولهم إناء فيه ماء وقال لهم : انضحوا قبره بهذا الماء ، ففعلوا فانفتح الطبق ، فأتوا به عيسى وهو فى أكفانه والأرض لا تأكل اجساد الأنبياء ثم إنه نزع ثيابه عنه ، ثم جعل ينضح علي جسده الماء ولحمه وشعره ينبت ، ثم قال أحيي ياعزير بإذن الله تعالى فإذا هو جالس وكل ذلك تراه أعينهم ، فقالوا : ياعزير ما تشهد لهذا الرجل ؟ يعنون عيسى ، فقال : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فقالوا يا عيسى ادع لنا ربك يبقيه لنا ليكون بين أظهرنا حيا ، فقال عيسى : ردوه إلي قبره فردوه إلي قبره فعاد ميتا، فآمن بعيسى بن مريم من آمن وعاند من عاند . قال الكلبى: كان عيسى يحيي الموتى بياحى ياقيوم.

       و للحديث بقية بإذن الله تعالي

 

ليلة أهل البيت رقم (١٥٣) بمدينة كفرالشيخ

ليلة أهل البيت رقم (١٥٣) والتي أقيمت بحضور سماحة السيد أحمد علاء أبوالعزائم نائب عام الطريقة العزمية اليوم السبت ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤م بمسجد الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبي العزائم رضي الله عنه بمدينة كفر الشيخ.