على الصوفية التحرك سريعًا لملء الفراغ وإقناع القيادة السياسية بتقديم الدعم الكامل من أجهزة الدولة الدينية (مساجد وزارة الأوقاف) والإعلامية والأمنية؛ لأن السيناريو المتوقع في الفترة المقبلة هو أن تسيطر التيارات العلمانية على الساحة، وهذه ستكون أزمة؛ لأنها ستفتح الباب من جديد لرجوع تيارات الإسلام السياسي وبناء بيئة خصبة لهم بحجة أنهم يحاربون من أجل الدين.
من المتوقع إن لم يملأ الصوفية الساحة الآن، فإن عودة التيارات المتشددة ستكون في العقد الرابع من القرن الحالي، وستكون الموجة القادمة أكثر إرهابًا وتشددًا؛ لأنه ثبت من دروس التاريخ أن هذه التيارات تدخل في دائرة صراع وسيطرة مع التيارات اللا دينية مثل (العلمانية والشيوعية واليسارية) كل ربع قرن تقريبًا، مضت موجة الإخوان في الأربعينيات مع حسن البنا، لتقوم موجة أخرى في الستينيات تفكر في اغتيال رأس الدولة، ثم تم القضاء عليها، لتخرج موجة جديدة بين الثمانينيات والتسعينيات لتستهدف المدنيين والسياح الأجانب، ثم خرجت موجة العقد الثاني من الألفية الثالثة لتستهدف المسلمين والمسيحيين في دور العبادة وتستهدف رجال الشرطة والجيش على الحدود والمرتكزات الأمنية، إلا أن الموجة المقبلة قد تصل لاستهداف مرافق الدولة ورموزها الثقافية والتاريخية واستهداف المواطنين في الشوارع، أو القتل على الهوية مثلما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية أو العشرية السوداء في الجزائر، وغيرها.
الفراغ الآن بحاجة للسادة الصوفية دون غيرهم، ويجب عليهم استغلال الفرصة التي قد لا تتكرر إلا بعد عشرات السنين، وأن نتحمل المسؤولية التاريخية في حماية الدين والوطن، وحماية الأمن القومي الثقافي، والديني للبلاد.
ونحيط سماحتكم أننا في صدد هذا الهدف النبيل، على استعداد كامل لبذل كل الجهد المطلوب من أجل نشر الروح الصوفية بين المجتمع، وهي الروح التي لم يُخرج أي مجتمع سرت فيه إرهابيًّا أو شاهرًا للسلاح أو مكفرًا لإخوانه في الدين والوطن.