دُعَاءُ الْيَوْمِ الرَّابِعِ من شهر رمضان

04/04/2022

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ فَأَغِثْنِى، وَلاَ تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ، أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِى أَنْ تُعَرِّفَنِى نَفْسِى مَعْرِفَةً تَجْعَلُنِى مُتَحَقِّقًا بِكَمَالِ الاضْطِرَارِ لِجَنَابِكَ الْعَلِىِّ، وَالْفَقْرِ إِلَيْكَ سُبْحَانَكَ، مُشَاهِدًا مِنَنَكَ - سُبْحَانَكَ وَتَعَالَيْتَ - عَلَىَّ فِى كُلِّ لَحَظَاتِى وَأَنْفَاسِى وَحَرَكَاتِى وَسَكَنَاتِى، وَفَضْلَكَ الْعَظِيمَ الَّذِى تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَىَّ فِى نَفْسِى وَأَعَنْتَنِى بِهِ فِى آفَاقِى، حَتَّى أَكُونَ دَائِمَ الذِّكْرِ وَالشُّكْرِ لِحَضْرَتِكَ الْعَلِيَّةِ بِتَوْفِيقِكَ وَمَعُونَتِكَ سُبْحَانَكَ.

إِلَهِى إِلَهِى، هَبْ لِى يَقِينًا حَقًّا تَنْبَلِجُ لِى بِهِ أَنْوَارُكَ، وَتَظْهَرُ لِى بِهِ آيَاتُكَ سُبْحَانَكَ فِى سَمَوَاتِكَ وَأَرْضِكَ، حَتَّى أَنْظُرَ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ مِنْ أَسْرَارِ حِكْمَتِكَ، وَعَجَائِبِ قُدْرَتِكَ، فَأَكُونَ رَبَّانِيًّا.

إِلَهِى إِلَهِى، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْرَحَ بِنُعْمَاكَ صَدْرِى، وَتُيَسِّرَ يَا إِلَهِى بِإِحْسَانِكَ أَمْرِى، وَتَهَبَ لِى مَا يُعِينُنِى عَلَى عَمَلِ مَا تُحِبُّ مِنَ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَتَحْقِيقِ رَجَاءِ الرَّاجِينَ وَمُسَاعَدَةِ الْمُعْوِزِينَ.

إِلَهِى إِلَهِى، إِنِّى عَبْدٌ كَبِرَتْ سِنِّى، وَضَعُفَتْ قُوَّتِى، وَتَحَقَّقَتْ عَيْلَتِى، وَكَثُرَتْ عَائِلَتِى، فَتَوَلَّنِى يَا وَلِىَّ الْمُؤْمِنِينَ بِسَابِغِ نَعْمَائِكَ، وَجَمِيلِ آلاَئِكَ، وَسَرِيعِ إِجَابَتِكَ، وَلَطِيفِ إِغَاثَتِكَ، وَوَاسِعِ رَحْمَتِكَ، حَتَّى تَكُونَ يَا إِلَهِى أَقْرَبَ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى الَّتِى بَيْنَ جَنْبَىَّ، وَاجْعَلْ فَضْلَكَ الْعَظِيمَ مَعِينًا لِى عَلَى كَمَالِ حُبِّى لِحَضْرَتِكَ، وَشُكْرِى لِنُعْمَاكَ، وَذِكْرِى لَكَ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ.

إِلَهِى إِلَهِى إِلَهِى، إِنَّ أَعْدَى عَدُوِّى نَفْسِى الَّتِى بَيْنَ جَنْبَىَّ، فَطَهِّرْهَا يَا إِلَهِى وَزَكِّهَا مِنْ لَقَسِهَا، وَأَعِذْنِى بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ مِنْ شَرِّهَا.

إِلَهِى إِلَهِى، أَعِذْنِى يَا حَفِيظُ يَا سَلاَمُ بِجَمَالِكَ مِنْ جَلاَلِكَ، وَبِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِكَ مِنْكَ.

إِلَهِى إِلَهِى إِلَهِى، إِنِّى لاَ حَوْلَ لِى وَلاَ قُوَّةَ عَلَى دَفْعِ شُرُورِ أَعْدَائِى، وَأَنْتَ الدَّافِعُ الْقَوِىُّ فَادْفَعْهُمْ عَنِّى يَا إِلَهِى بِمَا شِئْتَ وَكَيْفَ شِئْتَ، إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ، وَأَكْرِمْنِى يَا إِلَهِى بِآيَاتِ إِكْرَامِكَ الَّتِى أَكْرَمْتَ بِهَا صَفْوَةِ عِبَادِكَ الْمُكْرَمِينَ.

إِلَهِى إِلَهِى إِلَهِى، أَعِذْنِى يَا هَادِى يَا مُوَفِّقُ يَا فَتَّاحُ يَا عَلِيمُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَأَسْبَابِهَا، وَمِنَ الْبِدَعِ الْمُضِلَّةِ وَمُوجِبَاتِهَا، وَمِنَ الْفِتَنِ الَّتِى كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَمِنَ الْوُقُوعِ فِيهَا.

إِلَهِى إِلَهِى إِلَهِى، إِنِّى أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ مِنْ فِتْنَةٍ تُعْمِى وَمِنْ كُلِّ بَلاَءٍ، يَا حَفِيظُ يَا سَلاَمُ حَصِّنِّى بِحُصُونِكَ، وَآوِنِى إِلَيْكَ وَاكْنُفْنِى بِحِرْزِكَ، وَاجْعَلْنِى بِأَعْيُنِكَ، وَأَرِحْ بَدَنِى مِنْ كُلِّ عَنَاءٍ، وَفَرِّغْ قَلْبِى مِنْ كُلِّ شُغْلٍ يَشْغَلُنِى عَنْكَ حَتَّى أَفْرَغَ بِكُلِّى لِحَضْرَتِكَ الْعَلِيَّةِ.

إِلَهِى إِلَهِى إِلَهِى، اصْحَبْنِى فِى سَفَرِى وَفِى حَضَرِى، وَحِلِّى وَتَرْحَالِى، وَأَشْهِدْنِى الْجَمَالَ حَيْثُ كُنْتُ، وَأَسْمِعْنِى الْخَيْرَ حَيْثُ كُنْتُ، حَتَّى لاَ أَرَى فِى دِينِى وَنَفْسِى وَأَهْلِى وَإِخْوَانِى وَأَوْلاَدِى وَدِينِهُمْ وَدُنْيَاهُمْ إِلاَّ خَيْرًا وَجَمَالاً. أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِلَهِى مِنْ خَطَايَاىَ وَكَبَائِرِى، ظَاهِرِهَا وَبَاطِنِهَا، خَطَئِهَا وَعَمْدِهَا، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ تَوْبَتِى، وَأَقِلْ عَثْرَتِى، وَأَذْهِبْ حَزَنِى، وَكُنْ لِى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الشَّافِى فَاشْفِنِى وَاشْفِ مَرْضَى الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا. أَنْتَ مُغِيثُ مَنِ اسْتَغَاثَ، وَعَائِذُ مَنِ اسْتَعَاذَ، وَمَلاَذُ مَنْ لاَذَ. فَيَسِّرْ لِى وَلإِخْوَانِى جَمِيعًا كُلَّ خَيْرٍ إِنَّكَ مُجِيبُ الدُّعَاءِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ (الأنبياء: 87- 88).

وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

===========================

من كتاب #أدعية_الغفران_في_شهر_القرآن

للإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم

الإنسانُ خليفةُ اللهِ في الأرض (2)

بيَّنَّا فيما مضى الحكمة من إيجاد الخلق، وأنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرَّمه وفضَّله على كثير من خلقه كما قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) "الإسراء:70"، وجعله مؤهلا لظهور معاني أسمائه وصفاته، وأعده لنيل الكمالات الروحانية أو ارتكاب النقائص الشيطانية.