مؤتمر " الصمود الفلسطينى ويقظة الضمير الإنسانى" بمشيخة الطريقة العزمية بالقاهرة - مصر

27/05/2024
شارك المقالة:

مؤتمر "الصمود الفلسطيني ويقظة الضمير الإنساني" بمشيخة الطريقة العزمية

=========================================

 - السيد أبو العزائم: قيام إسرائيل الكبرى طامة على العالم أجمع.
- د. أحمد كريمة: الآيات التوراتية أصلت للقتل والإبادة والتدمير.
- د. رفعت سيد أحمد: يوجد 450 جماعة إسلامية مسلحة وجدت كله لخدمة إسرائيل.
- د. خالد عزب: المشروع الأمريكي الأوروبي في طريقه للتقزيم.
- د. عمار علي حسن: إسرائيل جهازها المخابرات أصبح  أضحوكة  العالم كله.

==========================================
طالب المشاركون بتحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب فلسطين فقط، إلى قضية كبرى تخص الأمتين العربية والإسلامية، وينصرونها بالنفس والنفيس، حتى تعود الأرض المقدسة إلى أهلها الذين ينشرون منها السلام والأمن لأصحاب الشرائع كافة، كما طالبوا أيضا من خلال المؤتمر الصوفي الذي عقدته الطريقة العزمية، والاتحاد العالمي للطرق الصوفية بالمقر العام للطريقة العزمية بالقاهرة لنصرة الشعب الفلسطيني بعنوان:"الصمود الفلسطيني ويقظة الضمير الإنساني"، بتشكيل لجان من شتى بقاع الأرض ومن الشرائع كافة لبحث كيفية استغلال حالة الغضب العالمي من الإجرام الصهيوني.
إسرائيل الكبرى.
   بداية قال سماحة السيد محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم - شيخ الطريقة العزمية، ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية - ، إن المطالع للأحداث التاريخية والباحث في بطون الكتب يجد أن أقطاب التصوف على مدار التاريخ هم من قاوموا الاستعمار وجاهدوا ضده، سواء كان ذلك حملات صليبية، أو تتاريه، أو مغولية، أمثال السادة عبدالقادر الجيلاني، عبدالرحيم القنائي، وأبو مدين الغوث، وهؤلاء الأقطاب لم يحاربوا بالسيف، لكنهم كانوا يمدون جيش المسلمين بالمؤن والسلاح، وفى آخر الدولة الأيوبية ظهر السيد أحمد البدوي الذى شارك في الجهاد بنفسه هو وتلاميذه في معركة المنصورة،  والذي أمدهم بالمؤن والعتاد والمجاهدين هو السيد ابراهيم الدسوقي، والسيد أبو الحسن الشاذلي الذي كان في هذا الوقت ضريرا، لكنه كان يحث المسلمين على الجهاد في سبيل الله تعالى.
    وأضاف أبوالعزائم، ومعظم الطرق الصوفية كان لهم شأن في حياة كل المسلمين، على سبيل المثال لا الحصر، الطريقة العزمية لما ظهر وعد بلفور، كتب الإمام أبو العزائم كتاب أسماه: "تحذير الدين من بيع أرض فلسطين"، وأفتى فيه بكفر من باع شبرا واحدا من أرض المسلمين لليهود في فلسطين، ويفرق بينه وبين زوجته، وإذا مات لا يقبر في مقابر المسلمين، بجانب وجود كتيبة في حرب فلسطين عام 1948 من أبناء الطريقة العزمية تحارب في فلسطين، وكتب عنها آناك أنها حرب الدراويش.
   وأستطرد أبو العزائم قائلا: أن وزير الدفاع الإسرائيلي يقول: "نحن لا نقتل آدميين، بل نقتل حيوانات في صورة بشرية"، وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة، ماذا لو حكمت اسرائيل العالم بنفس الأسلوب ونفس المعطيات؟ وكيف سيكون حال العالم؟ سيصبح العالم في أسوء حياته لو تمكن اليهود من السيطرة على العالم، والمتابع للأحداث الجارية يجد أن هناك شعوب في الغرب قامت بمظاهرات، وبدأت الصورة العالمية تتغير، ويرونا اليهود على صورتهم الحقيقة التي حاولوا مرار وتكرار عبر العقود الماضية في إخفائها عن العالم، ووضح أبوالعزائم أن هذا المؤتمر يعد رسالة تحذيرية للعالم أجمع  من قيام دولة إسرائيل الكبرى، ولابد للعالم كله أن يسعى ويكون في خندق واحد ضد قيام دولة إسرائيل الكبرى على الإطلاق، والإبادة الجماعية في غزة أكبر دليل على ذلك.
الإجرام اليهودي.
   فيما أكد الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، على أن أكثر الكتب اعتمادا لدى اليهود هو كتاب: "العهد القديم"، وغالبية آياته  أصلت للإرهاب من المرجعيات اليهودية، وهي وصايا توراتيه اغالبها تتكلم عن الحروب، وجاء في سفر "التثنية" (إن من هذه الشعوب يغتاظ من الرب فلا تبقى منهم أحد)، وجاء في سفر "أشعياء" (كل من وجد يطعن، وتحطم أطفالهم أمام أعينهم)، وهذا غيض من فيض، فالغالبية من وصاياهم قائمة على القتل والإبادة والتدمير، من أجل هذا قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جاهدوهم بأبدانكم وأموالكم وألسنتكم"، فالأبدان هي الجيوش، والأموال تلك الأموال الضخمة بالدول كدول الخليج، واغنياء الأمة، وألسنتكم وهم العلماء، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أخر: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود".
   وأشار كريمة إلى أننا كمسلمين لا نعرف كيف نسوق لقضيتنا عالميا، وهذا بسبب تقسيم العالم الإسلامي لفرق ومذاهب، مع العلم أن المولى سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: (هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ) الحج :78، مطالب المسئولين والعقلاء من الأمة التحرر من الانقياد وراء فكر المتشدد أصاحب الأيدولوجيات الموجه، فكلهم  تجار دين، وكلنا يقين أن هذا الشعب لن يهزم والله تعالى سينصرهم على أعداء الداخل والخارج.
الأهداف الخفية
في ذات السياق قال الدكتور رفعت سيد احمد، رئيس مركز "يافا" للدراسات الاستراتيجية، هذا المؤتمر يعد تقريبا هو المؤتمر الوحيد من مؤسسة شعبية تأييدا للشعب الفلسطيني، وأن ما يحدث الان في غزة هو إبادة بما تحملها الكلمة من مرارة، واكبر دليل على ذلك  حصاده ربع مليون فلسطيني ضحية لتلك المجزرة المجرمة، حتى وقتنا هذا، بجانب وتهدم البنية التحتية التي هدم منها حتى الأن حوالي 60% منها، بما فيها من المستشفيات والمدارس والمساجد التاريخية كالمسجد العمرى، وهناك قصور شديد، ولايزال هناك شعب يقاوم، لكننا لا ننسى أن هناك على الجانب الآخر عند العدو الصهيوني خسائر تقدر بـ 95 مليار دولار، وهناك هجرة من المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع غزة، أكثر من 100 ألف إسرائيلي في جنوب لبنان هاجروا بفضل ما قام به "حزب الله" في الجنوب اللبناني، قال تعالى: (إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ  وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ  وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء:140.
   وأشار سيد احمد إلى الحرب على غزه لها أهداف استراتيجية لدى اليهود لم تتحقق حتى الآن، وتتلخص هذه الأهداف في عدة نقاط، أهمها: تهجير أهل غزة إلى شمال سيناء، وتقريبا كل حكام مصر، سواء كانوا في الملكية، أو الجمهورية، عرض عليهم تهجير أهل غزة وكلهم رفضوا لأن ذلك معناه تصفية القضية الفلسطينية، والهدف الثاني هو: إعادة ربط ميناء إيلات بالبحر المتوسط ضربا للاقتصاد المصري، والهدف الثالث هو: انشاء قاعدة عسكرية أمريكية لاغتصاب الغاز الموجود في غزة، والأهم من ذلك كله هو تحويل غزة من الجغرافيا إلى التاريخ، وهذا لم يحدث وإن شاء الله تعالى لن يحدث.
   وأنتقد سيد احمد ما تسمي بالجماعات الإسلامية التي تكونت بعد ما يسمى بالربيع العربي، وهم أكثر من 450 جماعة مسلحة، وكان الأولى بها وهى التي ظهرت قوتها في حلب وفى المساجد في سيناء أن تظهره في غزة، وهذا لم يحدث، ولن يطلقوا رصاصة واحدة ضد الصهيونية.
تقزم أمريكا.
   وفي جانبه قال الدكتور خالد عزب لو أن أمريكا لم تتدخل في أحداث 7 اكتوبر تدخلا سافرا لكانت هناك اشياء على الأرض عظيمة جدا، والمشروع الأمريكي الأوروبي في طريقه للتقزيم، ولم يعد هناك اهتمام بالحرب في اوكرانيا، لأن منطقتنا هي قلب العالم، مشيرا إلى أن المقاومة الحقيقية هي صمود الناس في غزة، وعدم رفع الراية البيضاء، رغم أن الجوع والموت يساويان الأرض، والفلسطيني هذه المرة لم يخرج من أرضه.
بلطجي العالم .
   فيما أشار الدكتور عمار علي حسن إلى أنه سيركز في كلمته على جانب لم يتم تحليله كثيرا، وأن علماء السياسة لم يجدوا تفسيرا لهذه الظاهرة، ولم يتعاملون معها بذل بعض من الجهد لتفسيرها، ألا وهى ظاهرة الثقافة بين الجانبين، في إسرائيل مجموعة من الأعراق متنافرة لأن كل عرق منهم جاء من ثقافة مختلفة عن الآخر، عكس الثقافة العربية والإسلامية، فالفلسطينيون يلقنون بعضهم البعض في وصاياهم وطقوسهم ويتناقلونها لأولادهم من جيل إلى جيل، لكن للأسف سرق الإسرائيليون من الفلسطينيين  الكثير من عاداتهم كالطعام والشراب الأصيلة، ونسبوها لأنفسهم.
   وأوضح عمار أن الإسرائيليون سوقوا لأنفسهم عالميا، وصدرت صورتها للعالم بأنها حمل وديع في وسط الذئاب لمدة عقود كثيرة، واخرست كل وسائل الإعلام عن جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وصدرت صورة عن الفلسطيني أنه إرهابي متخلف وشهواني، لكن والحمد لله تغيرت الصورة وتحولت الآن لصالح القضية الفلسطينية، وظهرت المقاومة على أنها حركة تحرر وطني وليست إرهابية، وقد صار جيش اسرائيل الذي سوقوا له أنه لا يقهر وكذلك جهاز مخابراته صارا أضحوكة  في العالم كله.
   وتابع: وظهرت الصورة الحقيقية لإسرائيل أمام العالم، ولن تستطيع اسرائيل أن تكون قادرة مستقبلا أن تعيش متماسكة، إلا بفكرة إعلان الحرب ولو كانت وهمية، وصورة الإرهابي التي صدرت للعالم عن الفلسطيني هي الآن محل مراجعة، مشيرا إلى ان القضية الفلسطينية استعادت عالميا ، وما كان ليحدث إلا دون تضحيات وثمن فادح بداية من 7 اكتوبر، وإن اختزال فلسطين في حماس ليس صحيحا.
توصيات مؤتمر.
   واختتمت الطريقة العزمية والاتحاد العالمي للطرق الصوفية، مؤتمرهم بحزمة من التوصيات، كان اهمها: إطلاق حملة (إنسان لا حيوان) على المستوى العالمي بمشاركة قطاعات من مختلف الشعوب والشرائع، بهدف الرد على وزير الدفاع الصهيوني الذي وصف أهالي غزة بأنهم (حيوانات على صورة بشرية)، والمطالبة بعودة الأرض المقدسة إلى أهلها، وتركز الحملة على فضح نظرة الصهاينة لغيرهم، وخطورة تحقيق مخططاتهم بحكم العالم، لتبصرة الشعوب بضرورة دعم الشعب الفلسطيني، واستئصال هذا الكيان الإرهابي من داخل العالم عامة، والمنطقة العربية خاصة، عقد مؤتمرات وندوات وورش عمل تناقش نظرة الصهاينة لغيرهم في أي مكان في العالم، بغرض تعريف الجميع بخطورة هذا الكيان وأفكاره ومعتقداته، وتوصيل النتائج إلى أعلى مستوى يمكن الوصول إليه من أجل التنفيذ، كما طالبوا أعضاء المؤتمر أحرار العالم وشرفاءه بالضغط على الحكومات المتعاونة مع الكيان الصهيوني بعدم تقديم أي مساعدات أو معدات عسكرية تساعد الكيان على زيادة جرائمه.
   كما طالبوا المجتمع الدولي بنظرة عادلة ومتوازنة تكون أساسا للسلام العادل لحل القضية الفلسطينية، والتفرقة بين المقاومة المشروعة للمحتل والعنف، وعلى مفكري الأمة الإسلامية والعربية بتوثيق الثقافة الفلسطينية والعربية والإسلامية في الأراضي المحتلة، والترويج لها عالميا، نظرا لتعمد المحتل محو أي أثر ثقافي للفلسطينيين، بهدف محو ذكرهم من الأرض، وتوثيق  أعمال المؤتمر في كتيب يتم نشره، ليكون وثيقة للتاريخ أن الطريقة العزمية أول جهة شعبية تقوم بعقد هذا المؤتمر في مصر في ظل حرب الإبادة الدائرة في فلسطين الآن.

بالصور : مؤتمر الصمود الفلسطينى ويقظة الضمير الإنسانى :

https://www.facebook.com/alaa.madi2