الحمدُ للهِ الهادي لأقوم طريق، والصلاةُ والسلامُ على نعمةِ اللهِ علينا سيدِنا وحبيبِنا محمدٍ صلى الله عليه وآلِه وسلم، النعمةِ العظمى التي وصلت بها الأرواح لحضرة الفتاح، وتزكت بها النفوس، وتجملت بها الأشباح، وصحت بها السعادة، ودامت بها المشاهدات، ورُفعت بها الدرجات.
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم وبَارِكْ على نورِك المشرقِ في سُبُلِ الوصول إلى جنابِك العليّ سيدِنا محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم، نعمتِك العظمى علينا، التي بها أنعمتَ علينَا بجمالِ التوحيد ومِنَنِ التوفيق، ومِنَنِ المعرفة، وفضلِ التصديق، فأسعدتَنا به صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة، وجعلتَنا به صلى الله عليه وآله وسلم خيرَ أمة أُخْرِجَت للناسِ، ومننتَ علينا به صلى الله عليه وآله وسلم بعظيم مننه أن نكون شهداءَ على الناس يوم القيامة، فلك الحمدُ رَبِّي ولك الشكرُ على عظيمِ مننِك، وعميمِ فضلِك، شكرًا من جنابك المقدس لذَاتِكَ العليةِ، وعلى أهلِ بيتِه الطيبين الطاهرين، وصحابتِه الهادين المهديين، وورثتِه والتابعين.
ورضي الله عن الإمام المجدِّد السيد محمد ماضي أبي العزائم رضاء من فيض فضله، حتى نفوز بحلل معيته وصحبته الربانية، ونضر الله وجه خلفائه من بعده، آمين يا رب العالمين، وبعد،
في خضم العمل المتواصل قياما بما يقتضيه واجب الوقت لأمتنا الإسلامية، وفي ذكرى الاحتفال بمولد الإمام المجدِّد السيد محمد ماضي أبي العزائم رضي الله عنه يوم 27 رجب 1430هـ؛ قمتُ بتكليف الأخ قنديل عبد الهادي ليقوم بشرح قصيدة: "آداب المسلم على الصراط المستقيم" للإمام المجدِّد السيد محمد ماضي أبي العزائم رضي الله عنه، ودعوتُ اللهَ تعالى له بالإعانةِ والرعايةِ والتوفيقِ، فكان هذا الكتاب الذي بين يديك أخي المسلم.
ونسألُ اللهَ تعالى أن ينفع به المسلمين جميعا وأبناء التصوف خاصة وعلى الأخص أبناء الطريقة العزمية؛ الذين أسألُ اللهَ تعالى أن تكون منهم البللورة التي تجمع الأمة الإسلامية على كتاب الله وهدي رسوله سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فنكون جميعا مشرقين بأنوار فضله، مضيئين بضياء اتباعه، ظاهرين بإحياء سنته، مؤيَّدين بأسرار معيته، منصورين بنصره، ناصرين الحقَّ بالحقِّ، حتى نرقى إلى حضرة جماله، على براق أفضاله، وننتظم في عقد المحبوبين لجنابه، المطلوبين لرحابه، بعد التحقق برفيع جلاله وعظيم كماله، والوقوف بالأدب عند العجز عن إدراك حقيقته المحمدية، وأسراره الإنسانية، وأفض علينا يا الله يا الله يا الله؛ غيث فضله المدرار، وهاطل جوده من النعم الظاهرة والأسرار، حتى نتمتع ظاهرا وباطنا بعطاياه الإلهية، وأياديه الربانية، ومشايخنا وأهلنا وإخواننا وجميع المسلمين يا الله يا الله يا الله.
اللَّهُمَّ صَلِّ علي سيدِنا محمدٍ وآلِه وسلِّم، صلاة تحل بها العقد، وتفرج بها الكرب، وتزيل بها الضرر، وتهون بها الأمور الصعاب، وترضيكَ، وترضيهِ، وترضى بها عَنَّا يا ربَّ العالمين.