الحديث الاول

09/04/2021
شارك المقالة:

عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه . أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :

" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتى يواطىء اسمه اسمى . واسم أبيه اسم أبى يملأ الأرض قسطا وعدلا . كما ملئت ظلما وجورا"

رواه أحمد وأبو داود والترمزى

المشهور بين أهل الإسلام . أنه لابد فى آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين. ويظهر العدل. ويتبعه المسلمون. ويستولى على الممالك الإسلامية. ويسمى بالمهدى. ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة فى الصحيح على أثره . وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال. ويأتم بالمهدى فى صلاته. فالإيمان بخروج المهدى أمر لازم كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون عند أهل السنة والجماعة. والمهدى من آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم. وأنه يظهر فى آخر الزمان . ولم يأت تعيين زمنه إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال. وقد أورد العلامة المناوى فى فيضه أقوال العارف البسطامى عن المهدى فى أمارات خروجه وأوصافه. ومن يبايعه. وأعداؤه. إلى غير ذلك. وقال الحافظ ابن كثير تحت قوله تعالى: "وبعثنا فيهم اثنى عشر نقيبا" قال والظاهر أن فيهم المهدى المبشر به فى الأحاديث الواردة بذكره . أنه يواطىء اسمه اسم النبى صلى الله عليه وسلم . واسم أبيه، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً . وليس هذا بالمنتظر الذى تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية. بل هو من هوس العقول السخيفة. وتوهم الخيالات الضعيفة وقال الحافظ الذهبى الأحاديث التى يحتج بها على خروج المهدى أحاديث صحيحة. ولقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمهدى يبعث على اختلاف من الناس وزلزل. فيملأ الأرض عدلاً ونوراً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً . ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض. ويقسم المال بالسوية بين الناس. ويملأ الله قلوب أمة النبى غنى ويسعهم عدله حتى يأمر الله قلوب أمة النبى غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادى فيقول : من له فى مال حاجة؟ فما يقول من الناس إلا رجل واحد فيقول له : إئت السدان يعنى الخازن. فقل له إن المهدى يأمرك أن تعطينى مالاً . فيقول له: أحث حتى إذا جعله فى حجرة ندم . فيقول . كنت أشجع أمة محمد أو عجز عنى ماوسعهم . قال فيرده. فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه . فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين. ثم لا خير فى العيش بعده . تنعم الأمة فى عهده نعماً لم ينعموا مثلها. ترسل السماء عليهم مدرارا. ولاتدخر الأرض شيئاً من النبات. ويفيض المال. يقوم الرجل فيقول . يامهدى أعطنى . فيقول خذ. وتكثر الماشية. وتعظم الأمة  وتبايعه الأمة بين الركن والمقام . فيرد الله إلى الناس ألفتهم . فيكون على ذلك حتى يخرج الدجال. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل عيسى بن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ فيقال تقدم ياروح الله . فيقول ليتقدم إمامكم فليصل بكم . وقال عليه الصلاة والسلام : "لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعالى صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمه الله هذه الأمة" فلم يعين الإمام هنا بإسمه بل أطلق. وورد مقيداً بأنه المهدى فى أحاديث أخرى  منها ماروى عن جابر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدى: تعال صل بنا فيقول: "لا إن بعضكم على بعض أمير تكرمه الله لهذه الأمة" ولو تقدم عيسى إماماً لكان فى النفس إشكال. ولقيل: أتراه تابعاً أو متبوعاً . نائباً أو مبتدئاً شرعياً . فيصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة، وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن لاينتهى الناس من غزو هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قيل يا رسول الله فمن كره منهم؟ قال يبعثهم الله على مافى أنفسهم. فلا تنتهى البعوث عن غزو بيت الله . حتى يخسف بجيش منهم . وذلك فى عصر المهدى . وليس بهذا الجيش الآتى لقتال ابن الزبير ولأنه لم يخسف به. وما سمعنا بجيش خسف به إلى الآن ولو وقع لاشتهر أمره كأصحاب الفيل. والأحاديث الواردة عن رسول الله بهذا المعنى يقتبس منها أن العائذ بالبيت الذى خرج الجيش لقتاله. إنما هو رجل من قريش . ومنا أهل البيت ومن أهل المدينة. وأنه سيبايع مكرهاً بين الركن والمقام. وسيخرج أهل الشام لقتاله. وسيقسم المال. ويعمل فى الناس بسنة النبى صلى الله عليه وسلم . ويلبث سبع سنين ثم يموت ويصلى عليه المسلمون . وكل هذا من أوصاف المهدى : حملاً للمطلق على المقيد : ومن الفتن التى تقع قبل المهدى أنه ينحسر الفرات عن جبل من الذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه واجتمع ثلاثة كلهم ابن خليفة يقتتلون عنده ثم لايصير إلى واحد منهم : وتفتح القسطنطينية وهى أعظم مدائن الروم على يد المهدى . فذكر مسلم أن الروم ستقاتل جيش المدينة من خيار أهل الأرض وقائد الجيش هو من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد قال الرسول المهدى منى : "أى من نسلى وذريتى وقال المهدى من عترتى من ولد فاطمة" وقال عليه السلام" المهدى رجل من عترتى يقاتل على سنتى كما قاتلت أنا على الوحى" وقال صلى الله عليه وسلم: " يخرج المهدى وعلى رايته مناد ينادى: هذا المهدى خليفة الله فاتبعوه" رواه أبو نعيم ، ومن حديث جاء فيه: " ثم تجىء فتنة غبراء مظلمة، ثم يتبع الفتن بعضها بعضاً . ثم يخرج رجل من أهل بيتى يقال له المهدى . فإن أدركته فاتبعه وكن من المهديين" وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "ينزل بأمتى فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة. وحتى تملأ الأرض جوراً وظلماً . ولا يجد المؤمن ملجأ يلتجىء إليه من الظلم . فيعث الله عز وجل رجلا من عترتى فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً . كما ملئت ظلما وجورا . يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض . لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته . ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدرارا . يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين . تتمنى الأحياء والأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره" وقال فى حديث آخر "من الذى يصلى عيسى بن مريم خلفه" وقال أيضا "لم تهلك أمة أنا فى أولها. وعيسى والمهدى فى وسطها" وقال " لاتقوم الساعة حتى يخرج إليهم رجل من أهل بيتى فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق" وعن على كرم الله وجهه نظر إلى ابنه الحسن ثم قال " إن ابنى هذا سيد كما سماه رسول الله . وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم. يشبهه فى الخلق ولا يشبهه الخلق " والواجب على كل مسلم نصره وإجابته. فإنه إمام الناس يومئذ . وهو ابن أربعين سنة . كأن وجهه كوكب درى . وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم " نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة . أنا وحمزة وعلى وجعفر والحسن والحسين والمهدى" وظهور المهدى يعيد للمسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم . قال الحافظ السيوطى: الأسانيد الضعيفة إذا ضم بعضها إلى بعض أفاد قوة . فإن قيل إن المهدى لم يذكر فى القرآن الكريم . قلت الصلاة التى هى عماد الدين لم يذكر فى القرآن كيفيتها ولا أحكامها ولا عدد ركعاتها . وكذلك سائ أركان الإسلام وأمور الدين . وإنما ذكر ذلك فى السنة الشريفة . والله يقول فى كتابته : "وما آتاكم الرسول فخذوه " ورسول الله يقول " عليكم بسنتى وسنة الخلفائ الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالتواجد"

فعلى المسلم أن يعتمد فى أحكام الإسلام على الكتاب والسنة النبوية وقد أمر الله بطاعة رسوله فى أقواله وأعماله فقال :" من يطع الرسول فقد أطاع الله" فعلينا أن نطلب الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة أمراً ونهياً وعملاً وعلما ومعرفة ولا يقتصر على أحدهما . لأن السنة مع الكتاب هما معا الأساس الشرعى للأحكام . قال الشوكانى : الأحاديث الواردة فى المهدى التى أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف وهى متواترة بلا شك ولا شبهة. وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدى فهى كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للإجتهاد فى مثل ذلك. وقال البرزنجى أحاديث وجود المهدى وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة الرسول من ولد فاطمة بلغت حد التواتر المعنوى. فلا معنى لإنكارها. وهى لا تكاد تنحصر، وقال السفارينى قد كثرت الروايات بخروج المهدى حتى بلغت حد التواتر المعنوى. وشاع ذلك بين علماء السنة وهو الصواب الذى عليه أهل الحق . وقال السيد محمد صديق الغمارى: الأحاديث الواردة فى المهدى على اختلاف روايتها كثيرة جدا تبلغ حد التواتر . وقال أيضا لاشك أن المهدى يخرج فى آخر الزمان من غير تعيين لشهر أو عام لما تواتر من الأخبار فى الباب واتفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف إلا من لا عتد بخلافه . وقال فى موضع آخر: وغاية ماثبت بالأخبار الصحيحة الصريحة الكثيرة الشهيرة التى بلغت حد التواتر المعنوى وجود الآيات العظام التى أولها خروج المهدى وأنه يأتى فى آخر الزمان من ولد فاطمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا . وأنه يقاتل الروم . ويفتح القطسنطينية . ويخرج الدجال فى زمنه . وينزل عيسى عليه السلام يصلى خلفه، وأكثر الأحاديث تدل على أن المهدى رجل من أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن على يخرج فى آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطا وعدلا : وقال محيى الدين فى الفتوحات المكية: واعلموا أنه لابد من خروج المهدى. ولكن لا يخرج حتى تمتلىء الأرض ظلما وجورا فيملؤها قسطا وعدلا . وهو من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم . من ولد فاطمة المهدى عليه السلام من أشراط قرب الساعة، والكلام عن المهدى طويل شهير. وأنه يظهر آخر الزمان. ولم يأت تعيين زمنه إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال، وقال الشبلنجى بعد رده على أقوال فاسدة فى شأن المهدى مما زعمته الشيعة وغيرهم: وإنما المهدى المنتظر هو محمد بن عبد الله المهدى القائم فى آخر الزمان . وهو يولد بالمدينة المنورة لأنه من أهلها. كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . الذى لا ينطق عن الهوى، وقد روى أحاديث المهدى جماعة من كبار الصحابة وخيارهم . وخرجها كبار المحدثين . كأبى داود والترمذى وابن ماجه والطبرانى والبزار والإمام أحمد والحاكم رضى الله عنهم . ولقد أخطأ من ضعف أحاديث المهدى كلها كابن خلدون . فقد قفا ماليس به علم . واقتحم قحما لم يكن من رجالها. وغلبه ما شغله من السياسة وأمور الدولة. وخدمة الملوك والأمراء . فاراد تضعيف أحاديث المهدى بما غلب عليه من الرأى السياسى فى عصره. وابن خلدون لم يكن فقيهاً فى مذهبه فضلاً عن كونه من البارزين فى علم الحديث أو فيه أهلية النقد والتمييز للأحاديث . ومن الغلط الفاحش . الحكم على الكل بحكم البعض . فابن خلدون حكم على جميع الأحاديث الواردة فى خروج المهدى بأنها من خرافات الرافضة. وهذا طعن بمجرد الرأى لا يمت إلى تحقيق علم الرواية بشىء . وهو فاسد ، إذ كل من فنون العلم يرجع فيه إلى أهله . وإن المسلم اللبيب المحتاط لدينه لا ينبغى له التسرع إلى إنكار رأى أى شخص إلا ببرهان واضح فكيف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن المتمسك برأى ابن خلدون غريق متمسك بغريق، وأكثر الأحاديث تدل على أنه من ولد الحسن بن على، وفى كونه من ولد الحسن سر عجيب ، وهو أن الحسن عليه السلام ترك الخلافة لله . فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة المتضمنة للحق والعدل الذى يملأ الأرض عدلا ونورا . وهذه سنة الله فى عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه : والمهدى من ولد الحسن وله انتساب إلى الحسين من جهة الأم . فيبطل بهذا أقوال الشيعة الذين يزعمون أن المهدى هو محمد بن الحسن العسكرى القائم المنتظر . فإنه حسينى . وكما أن بين يدى الدجال الأكبر دجالون كاذبون . فكذلك بين يدى المهدى مهديون راشدون . أما حديث " لا مهدى إلا عيسى . وقال الصبان . هذا الحديث متكلم فيه . وعلى تقدير صحته يحمل على أن المراد . لا مهدى معصوم إلا عيسى : فإن عيسى أعظم مهدى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الساعة فيصح أن يقال لا مهدى فى الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا : وقال بعضهم إنه المهدى الذى له قربى من بنى العباس . وأدعته الشيعة الامامية فى محمد بن الحسن العسكرى . وادعاه المغاربة وأهل السودان ، إنما المهدى المنتظر هو الذى يخرج الدجال وينزل عيسى فى زمانه والمذكورون قبله لم يصح فيهم شىء .