شارك المقالة:

الدعاء الأول بعد صلاة ركعتين: وقراءة (يـس) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)..

===========================

إلهِى إلهِى إلهِى، إنَّكَ بَشَّرْتَنَا، وإنَّكَ أخبرْتَنَا بأنَّكَ تَفْرُقُ فِى هذِهِ الليلةِ كلَّ أمرٍ حكيمٍ مِنْ دينِنَا ودنيَانَا وآخرتِنَا، فنسألُكَ يَا إلهَنَا أنْ تقدِّرَ لَنَا فِى هذِهِ الليلةِ المباركةِ مِنْ أمورِ دنيَانَا عافيةً تدومُ لَنَا، ورزقًا واسعًا يَسَعُنَا، وحفظًا وسلامةً مِنَ الفتنِ والأهواءِ، وحفظًا لجوارحِنَا مِنَ المعصيةِ.

إلهِى إلهِى إلهِى، نحنُ العبيدُ وأنْتَ الربُّ المبدِئُ المعِيدُ، فاحفظْ لَنَا مقامَنَا العَبْدِىَّ، وكنْ لَنَا ربًّا كَمَا تحبُّ حتَّى نحبَّكَ يَا ربَّ العالمينَ، وَهَبْ لَنَا محبَّةً تجذبُنَا بِهَا إِلَى حضرتِكَ، كَمَا جذبْتَ سَلَفَنَا الصالحَ.

إلهِى إلهِى إلهِى، نحنُ أمَّةُ سيدِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وقَدْ بشَّرْتَنَا بأَنْ تُعْلِىَ دينَنَا، وترفعَ مقامَنَا، وتقيمَنَا فِيمَا تحبُّهُ لَنَا بفضلِكَ ورحمتِكَ يَا أرحمَ الراحمينَ. وَهَا نحنُ نسألُكَ بقلوبِنَا وجوارحِنَا، ونرفعُ إلَيْكَ قلوبَنَا وَأَكُفَّنَا، أغثْنَا بمَا أنْتَ أهلُهُ يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ، يَا أَمَانَ الخَائِفِينَ، يَا عِيَاذَ اللَّائِذِينَ: جَاسَ أهلُ الكفرِ ديارَنَا، وتفرَّقَتْ كلمتُنَا، واختلفَتْ قلوبُنَا، وضاقَتْ أرزاقُنَا؛ لِأنَّنَا خالفْنَا السُّنَّةَ المُحَمَّدِيَّةَ، وأطعْنَا نفوسَنَا وأهواءَنَا. الْوَحَا الْوَحَا.. الْعَجَلَ الْعَجَلَ.. اجمعْ عَلَى محبَّتِكَ قلوبَنَا، وفِيمَا يرضِيكَ أَقِمْنَا. ومَكِّنْ لَنَا فِى الأرضِ بالحَقِّ، وتَوَلَّ أمَّةَ سيدِّنَا مُحَمَّدٍ يَا ربَّ العالمينَ بسرِّ قولِكَ سبحانَكَ: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس: 82- 83)..

=======================

الدعاء الثاني بعد صلاة ركعتين: وقراءة (يـس) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)..

=======================

إلهِى إلهِى إلهِى، إنَّك طَمْأَنْتَ قلوبَنَا بِمَا بشَّرْتَنَا بِهِ بقولِكَ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9). وبقولِكَ سبحانَكَ: (وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلَا) (النساء: 141). وإنَّا ظلمْنَا أَنْفُسَنَا وخالفْنَا شريعةَ نبيِّنَا وَهَا نحنُ قَدْ تُبْنَا إلَيْكَ، وأَنَبْنَا إلَيْكَ راجينَ أنْ تُنْجِزَ عهدَكَ وَوَعْدَكَ لَنَا. تُبْنَا إلَيْكَ ونَدِمْنَا علَى مَا فعلْنَا، وأنْتَ التَّوَّابُ الغفورُ تحبُّ التَّوَّابِينَ، فأغِثْنَا ومَكِّنْ لَنَا فِى دِينِنَا، وأَعِدْ لَنَا مَجْدَ سَلَفِنَا؛ حتَّى تكونَ لَنَا القُوَّةُ فِى الأرضِ، والتَّمْكِينُ بالحَقِّ.

إلهِى إلهِى إلهِى، أنْتَ وَلِىُّ المؤمنينَ فأخرجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ، سَخِّرْ لَنَا الأعداءَ، وامنحْنَا السُّلْطَانَ فِى الأرضِ بالحَقِّ. إلهِى فَقِّهْنَا فِى دينِكَ، وأَشْهِدْنَا جَمَالَكَ الجَلِىَّ، وأَيِّدْ بِنَا كتابَكَ العزيزَ، وأيِّدْنَا بروحٍ منْكَ.

إلهِى إلهِى إلهِى، الدِّينُ دينُكَ، ونحنُ أمَّةُ نبيِّكَ، وقَدْ بشَّرْتَنَا أنَّنَا خيرُ أمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ؛ فحقِّقْنَا بِمَا بشَّرْتَنَا بِهِ، وعمِّرْ قلوبَنَا بحبِّكَ، وآنِسْ أرواحَنَا بشهودِ وجهِكَ، واجعلْنَا أَنْجُمًا مشرقةً فِى سماءِ الدَّلَالَةِ عَلَيْكَ، ومصابيحَ منيرةً فِى فِقْهِ كتابِكَ وسنَّةِ نبيِّكَ.

إلهِى إلهِى إلهِى، أَذِلَّ خصومَ القرآنِ، وأَلْقِ بينَهُمْ نَارَ الحربِ المُسَعَّرَةِ، وانصرْنَا بالقرآنِ، وجدِّدْ بِنَا معالمَ القرآن.

إلهِى، نَسِينَا فذَكِّرْنَا، وغَفَلْنَا فنَبِّهْنَا، ونِمْنَا فأَيْقِظْنَا.

إلهِى إلهِى إلهِى، أصلِحْنَا لَكَ، وأصلِحْنَا بِكَ، واجمعْنَا علَيْكَ، ووفِّقْنَا للقيامِ بفرائضِ الشَّرِيعَةِ، وتفضَّلْ علَيْنَا بنوافلِ البِرِّ، وزَهِّدْنَا فِيمَا لَا ينفعُنَا، ورغِّبْنَا فِيمَا يقرِّبُنَا إلَيْكَ، واجعلْنَا لَكَ عبيدًا مُخلصِينَ، وافتحْ لَنَا كنوزَ العلمِ والحكمةِ، وَجَمِّلْنَا يَا إلهَنَا بالمحبَّةِ فِيكَ ولَكَ، واستجبْ لَنَا فِى هذِهِ الليلةِ المباركةِ، كَمَا استَجَبْتَ فِيهَا لِسَلَفِنَا الصَّالحِ. (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنِينَ)، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سيدِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. بسر قولك سبحانك: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس: 82- 83).

=======================

الدعاء الثالث بعد صلاة ركعتين: وقراءة (يـس) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)..

=======================

إلهِى إلهِى إلهِى، أنْتَ بشَّرْتَنَا سبحانَكَ بمَا أعْدَدْتَهُ لأَهْلِ طاعتِكَ فِى الجِنَانِ فِى النَّعِيمِ المُقِيمِ والبَهْجَةِ والمَسَرَّةِ، ومَا أعْدَدْتَهُ لأَهْلِ العلمِ والشَّوْقِ والحُبِّ مِنْ رُؤْيَةِ جَمَالِ وَجْهِكَ بعدَ نُضْرَةِ وجُوهِهِمْ، ومَا أَعْدَدْتَهُ لأَهْلِ الطَّاعَةِ ممَّا لَا تَعْلَمُ نفسٌ مَا أُخْفِىَ لهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ؛ فنسألُكَ يَا مُجِيبَ الدُّعَاءِ أنْ تُجَمِّلَنَا فِى تِلْكَ الدَّارِ الدُّنْيَا بالجَمَالِ الَّذِى بِهِ نَفُوزُ بأَعْلَى المَقَامَاتِ، تَنَزَّهْتَ رَبَّنَا عَنِ العِلَّةِ والغَرَضِ. كُلُّنَا عَبِيدُكَ والأولياءُ والأنبياءُ والعَامَّةُ تَفَضَّلْتَ عَلَى مَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيْهِمْ فَضْلًا وَكَرَمًا، فَلَمْ يَكُنْ لَكَ قريبٌ ولَا نَسِيبٌ ولَا صاحبٌ يَقْتَضِى العِلَّةَ والغَرَضَ، تَنَزَّهْتَ وتَعَالَيْتَ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَنَسْأَلُكَ يَا مجيبَ الدُّعَاءِ أنْ تَتَجَلَّى لَنَا بالجَمَالِ كَمَا تَجَلَّيْتَ لِسَلَفِنَا، وأَنْ تَمْنَحَنَا الوَصْلَ بِكَ والإِقْبَالَ علَيْكَ كَمَا مَنَحْتَهُمْ. نحنُ العبيدُ المُخْلِصُونَ لَكَ يَا ربَّنَا، لمْ يَنْفُدْ مَا لدَيْكَ، ولمْ تَفْرُغْ خَزَائِنُكَ، ولمْ يَسْبِقْ إلَيْكَ عَبِيدٌ ويَتَأَخَّرْ عَبِيدٌ، والسَّابِقُونَ والمُتَأَخِّرُونَ سواءٌ عِنْدَكَ يَا ربَّ العالمينَ. نحنُ فِى هَذَا الزَّمَانِ أحْوَجُ إلَى فَضْلِكَ مِمَّنْ سَبَقَ. ظَهَرَ الفَسَادُ فِى البَرِّ والبَحْرِ، وَجَاسَ أَعْدَاؤُكَ خِلَالَ دِيَارِنَا، وطَعَنُوا فِى دِينِنَا، وأَذَلُّوا نُفُوسَنَا؛ فأَدْرِكْ أُمَّةَ سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بِخَفِىِّ لُطْفِكَ، وَأَلْقِ بينَنَا المحبَّةَ والولاءَ، واجْمَعْنَا بالقرْآنِ واهْدِنَا صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ، وَجَمِّلْنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ والتَّقْوَى، وَجَمِّلْنَا بِالمَحَبَّةِ فِيكَ وَلَكَ، حَاشَا نَرْفَعُ القُلُوبَ والأَكُفَّ ونَرْجِعُ خَائِبِينَ. حَاشَا نُوَجِّهُ إِلَيْكَ وُجُوهَنَا، وَتَلْتَفِتُ بِوَجْهِكَ الجَمِيلِ عَنَّا، تَجَلَّ بِاسْمِكَ الوَدُودِ، تَفَضَّلْ بِالوُدِّ بينَنَا، وبِاسْمِكَ الشَّافِى فَاشْفِنَا مِنْ سِقَامِنَا، وباسمك المُغْنِى فَأَغْنِنَا عنْ شِرَارِ خلقِكَ، وَوَفِّ دُيُونَنَا، وبَارِكْ لَنَا فِى زِرَاعَتِنَا وَتِجَارَتِنَا وَصِنَاعَتِنَا وَأَبْنَائِنَا، وَأَلْقِ بيْنَ الأُسَرِ والعَائِلاَتِ مَحَبَّةً وَوَلَاءً، واشْغَلْنَا بمَا بِهِ نَنَالُ الفَوْزَ والمَجْدَ لَدَيْكَ، اجْذِبْنَا جَذْبَةَ المَحْبُوبِينَ لَكَ إِلَى رِضْوَانِكَ الأَكْبَرِ يَا ربَّ العَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ أنْتَ ربِّى لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، وأَنَا عَبْدُكَ وابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِى فِى يَدِكَ، عَدْلٌ فِىَّ حُكْمُكَ، مَاضٍ فِىَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الخَيْرَ فِى الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وجِوَارِ حَبِيبِكَ سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَالوَفَاةَ علَى الإِسْلَامِ يَا مجيبَ الدُّعَاءِ. (لَا إلَهَ إِلَّا أنْتَ سبحانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)، بسر قولك سبحانك: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس: 82- 83)، وَصَلَّى اللهُ علَى سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.

لماذا الطريقة العزمية (19)

المسافر إلى الله تعالى مطالَب أن يقطع المسافات التي بينه وبين ربه، ويخترق الحجب التي تحجبه عنه سبحانه؛ قال تعالى: (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) "المطففين:14-15"، وذلك حتى يتحقق فرارُ العبد إلى الله كما قال سبحانه: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) "الذاريات:50". وتلك المسافات التي يقطعها العبد هي تلقي العقيدة الحقة من العلماء بالله، ومجاهدة النفس لتزكيتها لتتجمل بالأخلاق الفاضلة، وتراقب ربها بحسن معاملة الخلق ابتغاء مرضاة الحق جل جلاله، وتلمُّس تطهير القلب ليكون بيتاً معموراً بأنوار الجمال والبهاء رجاءً وأنساً وحُبًّا، مع التمسك بالأصول التى بها يتحقق الوصول؛ وهي: 1- اتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 2- المجاهدة. 3- التأدب للوارد. 4- الصحبة في الله.