قصة سيدنا عيسى عليه السلام (الحلقة الخامسة)

01/09/2021
شارك المقالة:

 

ذكر خصائص سيدنا عيسى عليه السلام والمعجزات التى ظهرت علي يديه بعد مبعثه الى أن رُفع صلوات الله وسلامه عليه – الجزء الثاني

 

ومنها : إخباره عليه السلام عن الغيوب. قال الله عز وجل إخبارا عنه ( وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم ) قال الكلبى لما أبرأ عيسى الأكمه والأبرص وأحيا الموتى ، قالوا : هذا ساحر ، ولكن أخبرنا بما نأكل وبما ندخر ، فكان يخبر الرجل بما يأكل فى غدائه وبما يأكل فى عشائه.

ومنها : مشيه عليه السلام علي الماء ، يروى أنه خرج فى بعض سياحته ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللزوم لعيسى ، فلما انتهى عيسى إلي البحر قال : بسم الله بصحة ويقين ، فمشى علي وجه الماء فداخله العجب ، فقال هذا عيسى روح الله يمشى علي الماء ، وأنا أمشى علي الماء قال : فانغمس فى الماء فاستغاث بعيسى فتناوله عيسى من الماء وأخرجه وقال له : ما قلت ياقصير فأخبره بما خامر خاطره فقال له عيسى: لقد وضعت نفسك فى غير الموضع الذى وضعك الله فيه فمقتك الله علي ما قلت فتب إلى الله مما قلت ، فتاب الرجل وعاد إلي مرتبته التى وضعه الله فيها .

قال وهب : خرج عيسى عليه السلام يسبح فى الأرض فصحبه يهودى وكان مع ذلك اليهودى رغيفان ومع عيسى رغيف ، فقال له عيسى تشاركنى فى طعامك ، قال اليهودى نعم، فلما رأى أنه ليس مع عيسى إلا رغيف واحد ندم ، فقام عيسى إلي الصلاة فذهب صاحبه وأكل رغيفا ، فلما قضى عيسى صلاته قدما طعامهما فقال لصاحبه أين الرغيف الآخر؟ فقال ما كان إلا رغيف واحد فأكل عيسى رغيفا وصاحبه رغيفا ثم انطلقا فجاءا إلي شجرة فقال عيسى لصاحبه: لو أنا بتنا تحت هذه الشجرة حتى نصبح ، فقال أفعل ، فباتا ثم أصبحا منطلقين فلقيا أعمى فقال له أرأيت إن أنا عالجتك حتى يرد الله عليك بصرك فهل تشكره؟ قال نعم ، فمس عيسى بصره ودعا الله له فإذا هو صحيح ، فقال عيسى لليهودى : بالذى أراك الأعمى بصيرا كم كان معك من رغيف؟ فقال: والله ما كان إلا رغيف واحد فسكت عيسى عنه ومرا فإذا هما بمقعد فقال له عيسى: أرأيت ان عالجتك فعافاك الله فهل تشكره ؟ قال نعم . قال : فدعا الله تعالى عيسى فإذا هو صحيح قائم علي رجليه ، فقال صاحب عيسى ما رأيت مثل هذا قط ، فقال له عيسى بالذى أراك الأعمى بصيرا والمقعد صحيحا من صاحب الرغيف الثالث ؟ فحلف له ما كان معه الا رغيف واحد فسكت عيسى عنه فانطلقا حتى انتهيا إلي نهر عجاج ، فقال عيسى : لا أرى جسرا ولا سفينة فخذ بحجزتى من ورائي وضع قدمك موضع قدمى ففعل فمشيا علي الماء ، فقال له عيسى بالذي أراك أمر الأعمى والمقعد وسخر لك الماء ، من صاحب الرغيف الثالث؟ فقال والله ما كان إلا رغيف واحد فسكت عيسى ، ثم انطلقا فإذا هما بظباء ترعي فدعا عيسى بظبى فذبحه وشوى منه بعضا وأكلاه ، ثم ضرب عيسى بقية الظبى بعصاه وقال: قم بإذن الله عز وجل فإذا الظبى يعدو، فقال الرجل : سبحان الله، فقال عيسى : بالذي أراك هذه الآية من صاحب الرغيف الآخر ؟ فقال ما كان إلا رغيف واحد ، فمرا بصاحب بقر فنادى عيسى ياصاحب البقر اجزر لنا من بقرك هذه عجلا ، فقال ابعث صاحبك اليهودى يأخذه فانطلق اليهودى فجاء به وذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر إليه، فقال عيسى كل ولا تكسر عظما ، فلما فرغوا قذف بعظامه فى جلده ، ثم ضربه بعصاه وقال له قم بإذن الله فقام العجل وله خوار ، فقال له عيسى ياصاحب البقر خذ عجلك قال: ويحك من أنت؟ قال : أنا عيسى بن مريم ، قال : عيسى السحار ؟ ثم فر منه، فقال عيسى لصاحبه: بالذى أحيا العجل كم كان معك من رغيف ؟ فقال: ما كان معى إلا رغيف واحد فسكت ومضيا حتى دخلا قرية فنزل عيسى فى أسفلها واليهودى فى أعلاها فأخذ اليهودى عصا عيسى وقال أنا الآن أبرئ المرضى وأحيي الموتى ، قال : وكان ملك تلك القرية مريضا مدنفا فانطلق اليهودى ونادى من يبتغي طبيبا حتى أتى باب الملك فأخبر بوجعه فقال : أدخلونى عليه فأنا أبرئه ، وإن رأيتموه قد مات فأنا أحييه ، فقيل له إن وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك ، وليس من طبيب يداويه ولا يشفيه إلا صلبه ، فقال أدخلونى عليه ، فضرب الملك بعصاه فمات ، فجعل يضرب الملك بالعصا وهو ميت ويقول : قم بإذن الله فلم يقم فأخذ ليصلب فبلغ ذلك عيسى فأقبل عليه ، وقد رفع علي الخشبة فقال لهم عيسى أرأيتم لو أحييت لكم الملك هل تتركون لى صاحبى؟ قالوا نعم ، فدعا الله عز وجل فأحياه وقام فأنزل اليهودى من الخشبة ، فقال ياعيسى أنت أعظم الناس منة ، والله لا أفارقك أبدا ، فقال له عيسى أنشدك الله الذى أحيا الظبى والعجل بعد ما أكلناهما وأحيا هذا بعد ما مات وأنزلك من علي الجذع بعد ما صلبك كم كان معك من رغيف ؟ قال فحلف بهذا كله وقال والله ما كان معى الا رغيف واحد ، فقال عيسى لا بأس فانطلقا حتى أتيا قرية عظيمة خربة فيها كنز، ثلاث لبنات من ذهب قد حفرتها السباع والداوب فقال الرجل لعيسى هذا المال لك، فقال عيسى: أجل واحدة لى وواحدة لك وواحدة للذى أكل الرغيف الثالث فقال اليهودى لعيسى أنا صاحب الرغيف الثالث أكلته وأنت تصلي ، فقال عيسى هى لك كلها فانطلق عيسى وتركه ينظر وهو لا يستطيع أن يحمل منهن واحدة لثقلها عليه ، فقال له عيسى دعه فإن له أهلا يهلكون عليه ، فجعلت نفس اليهودى تتطلع إلي المال، ويكره أن يعصى عيسى ويعجزه حمل المال ، فانطلق مع عيسى فبينما هو كذلك إذ مر بالمال ثلاثة نفر فأتوا عليه فقال : اثنان منهما لصاحبهما الثالث انطلق إلي بعض هذه القري فأتنا بطعام وشراب ودواب نحمل عليها هذا المال فلما ذهب صاحبهما قال أحدهما للآخر: هل لك أن نقتله إذا رجع ونقتسم المال بيننا قال نعم ، وقال الذي ذهب فى نفسه أنا أجعل فى الطعام سما فإذا أكلاه ماتا ويصير المال كله لى ، ففعل ذلك ، فلما رجع إليهما ووصل قتلاه ثم أكلا الطعام الذى جاء به إليهما فماتا ، وإن عيسى عليه السلام مر به وهم حوله مقتولون ، فقال لا إله إلا الله هكذا تصنع الدنيا بأهلها ، ثم إن عيسى أحياهم بإذن الله فاعتبروا ومروا ولم يأخذوا من المال شيئا فتطلعت نفس اليهودى صاحب عيسى إلي المال فقال: أعطنى المال فقال عيسى : خذه لك فهو حظك فى الدنيا والآخرة فلما ذهب ليحمله خسف به الأرض فانطلق عيسى عليه السلام.

       و للحديث بقية بإذن الله تعالى

 

الصوم عبادة وشفاء وتزكية

الصيام هو الفريضة وهو العمل الروحانى الذى يصير الإنسان فيه كالملائكة الروحانيين، لأن الإنسان يترك فيه ضروريات الحياة الجسمانية ولوازم النفس الحيوانية.