ثورة شعب وبركان أرض

28/07/2025
شارك المقالة:

شعب فلسطين يعيش تحت الاحتلال، يبحث عن هويته وحقه في تقرير مصيره، وعليه أن يعايش التجربة النضالية في وطنه، وأن يصل إلى مرحلة من الوعي الوطني الذي يمكنه من خوض التجربة، لذلك كان لابد من التحدي .. فجاءت الانتفاضة لتكون منبرا للصمود والتحدي، ورأينا قوافل الأطفال تقود حركة التحرر بمستوى وعي كبير، ورأيناهم يخضبون الأرض بدمائهم، ويكونون رموزا فاعلة لجماهير الشعب الفلسطيني ..  تثور وتعبر عن رفضها للاحتلال بإيمان أنهم هم وحدهم سيكون الخلاص بأيديهم .

>>  وتنبأ الإمام أبو العزائم بذلك فيقول حضرته <<

وي فلسطين هي البركان *** بل فتنة عميا تدك الأخضران

إن أطفال الحجارة هم أغصان أشجار الزيتون الملتحمة بأرض فلسطين وامتداد لكل أشكال النضال .

إن طفل فلسطين يبدأ رجلا وينتهي رجلا رغم تجريده من كل سلاح إلي سلاح الحب ـ حب أرضه ووطنه المغتصب ـ إنها قضية حية يقف ورائها شعب حي استرخص على مدار نصف القرن الماضي الدم والروح والنفس كي تبقي البرهان الساطع والشاهد اليومي على الجريمة التى ارتكبتها الصهيونية والقوي المساندة لها في السابق وفي الحاضر، حيث طردت شعبا من أرضه، وانتزعت منه حقوقه المشروعة بقوة الحديد والنار والإرهاب والقمع والتنكيل والجرائم الجماعية .

وإن تكن حجارة أطفال فلسطين قد أيقظت ضمير الإعلام العالمي الذي كان هو الآخر في ثبات عميق؛ بات المطلوب أن تتوحد كل الطاقات الإسلامية كي تنطلق كلها بصوت واحد وبرؤية موحدة معبرة عن التزامن بين الكلمة والحجر، وبين الرأي والساعد الفلسطيني الصغير الذي يعمل اليوم على تحويل مجرى التاريخ إلى الاتجاه الصحيح بعد أن انصاع أربعين عاما إلى جانب المغتصب .

لقد رفع أطفال فلسطين لواء "لا إله إلا الله محمد رسول الله" لواء البطولة والتضحية والمجد يقاتلون الاحتلال الغاشم بقبضاتهم الصغيرة وصدورهم الشامخة ..  تحدى الصغار من أبناء فلسطين قبضة الاحتلال الفولاذية وقمعه وإرهابه، وجسدوا كل مدينة وقرية ومخيم على أرض الصراع وفي أهم ميادينه وساحاته الحقيقة الفلسطينية الأصيلة التي فرضت نفسها على العالم بأسره، كحقيقة لا مجال للقفز فوقها أو تجاهلها مهما طال الزمن .

ونعيش الآن تحقيق تنبؤات الإمام أبو العزائم في جذوره عن الثورة الفلسطينية فيقول الإمام .

في فلسطين قد تلوح شؤون *** محو صهيون والقوي السالب

لقد أذلت الانتفاضة المتواصلة واللاهبة غطرسة جنود الاحتلال وأفشلت كل محاولاته المستميتة في إخمادها ليظهر هذا العدو الآن أمام العالم مكبلا بالعجز والارتباك والتخبط، فلا يجد مناصا من إطلاق الرصاص على الأطفال والنساء والشيوخ العزل إلا من الإيمان بالله وبعدالة قضيتهم وبالتصميم على دحر الاحتلال الجاثم على صدورهم .

حاول جنود الاحتلال - بمختلف الوسائل - قمع الانتفاضة ولكن دون جدوى .. حاولوا تكرار تجربة الاقتحام بالقمع العسكري في أماكن مقدسة بالقدس ..  وضرب المصليين وهم يؤدون الصلاة ومنعهم من أداة الصلاة ..  أين أنتم يامسلمي العالم فمقدساتكم في أرض فلسطين المسلمة تنهار بقنابل قوات الاحتلال الغاصب؛ فلماذا كل هذا التقاعس ؟ هل نحن قلة ؟ أو لم يثبت المقاتل المسلم بأنه يواجه عشرة بل مائة ممن يعدون أو لم يبرهن الإيمان أنه سلاح يقف أمام أي سلاح ؟!

وفي هذه الحقيقة يقول الإمام أبو العزائم أن الاستعمار بوجهيه الشرقي والغربي هو الذي أنشأ دولة إسرائيل فيقول رضي الله عنه"

قد طغى أهل الكفر حتي *** عـززوا كل العهود

سـوف يهزم جمع كـفر *** بـالعنــايــة مــن ودو

إنه لا كرامة لعربي ومسلم حتى يتم تحرير القدس ..  وأي مسلم مهما علا شأنه أو سما مركزه فلن يعينه شأنه ولن ينفعه مركزه في مسح وصمة العار وهو يري المسجد الأقصي يداس بأقدام الصهاينة وتنتهك الحرمات فيه وتداس كرامة المسلم والمسلمين ..  فمقدسات المسلمين ترزخ تحت أقدام الصهاينة، والمسجد الأقصي في المعتقل، والصخرة المشرفة في الأسر ..  وتاريخ المسلمين تاريخ العزة الإسلامية يئن اليوم تحت شامير وبيريز .

هذه يامسلمي أرجاء الدنيا الحقيقة المفجعة ..  ذلكم هو التحدي المصيري للإسلام والمسلمين أجمعين .

أخيرا .. إن العمل على استمرار الانتفاضة والمهمة الفلسطينية الأولى والجماهير الفلسطينية في كل الأرض المحتلة هي الشرارة وهي الشعلة وهي النار المشتعلة فوق رؤوس جبال الجولان والضفة الغربية وغزة إلى أن تتحرك الجيوش العربية ( وهذا لم يحدث على الإطلاق ) فيجب أن تستمر الانتفاضة إلى الحد الذي تتحرر فيه الأمة الإسلامية من المنطق الداعي لتأجيل المعركة .

إعداد قسم الدراسات والأبحاث

بالطريقة العزمية