الإذن ببدء الدعوة التجديدية

05/03/2021
شارك المقالة:

بدأ الإمام السيد محمد ماضى أبو العزائم دعوته الدينية بمدينة المنيا أثناء عمله مدرساً هناك (1311-1313هـ ، 1893-1895م) ، ومن المنيا أنتشرت دعوته إلى قراها ونجوعها والبلاد التى حولها فى وقت قصير جداً، وقد تنزلت على قلبه رضوان الله عليه من سماء الفيض الإلهى صيغ مختلفة فى الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيل منهمر من مواجيده الروحانية التى جذبت قلوب من سبقت لهم من الله الحسنى وكان عندهم القابل النورانى لتليقها وتذوق ما فيها، فعم صيته مدن صعيد مصر. وقد كانت مواجيده فى أقصى مل يكون ذراها كماً وكيفاً فى بداية الدعوة وكذلك خلال فترة عمله ببلاد السودان.

الإمامة والخلافة

قد تتفق الإمامة والخلافة في المعنى إذا كان المراد من الخليفة هو الإنسان الذي جمله الله تعالى بالعلم والحكمة والعدالة والرحمة ، وكما ذكره الإمام أبو العزائم مبينا أنه قد صاغ الله نفسه من أصفى الجواهر النورانية وجعله وسطا ، وأيده بروح وقوة منه سبحانه ليدفع ظلم الظالمين وكيد الكائدين ، ويكبح جماح النفس الشهوانية والغضبية، ويحفظ الثغور من شرور الأعداء ، ويقيم الحدود لتعيش الأمة في هناء وصفاء ، ويقطع شأفة ما يضر بالقوى النفسانية إذا أبيح في المجتمع كالخمور والمخدرات والمنومات وما يضر بالأجسام ويفني الأموال كلعب الميسر ، وفتح أبواب المناظرات والجدل والتفاخر ، ويمحوا الاختلافات الناتجة في الأمة بسبب الزنادقة والغلاة في الدين ، وأهل الآراء الباطلة والمذاهب المضلة ، ليكون المجتمع الإسلامي كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الجسد بالسهر والحمى.